يربطُ الخيالُ الشعبيُّ الأردنيُّ بين زيارةِ رجب طيب أردوغان، وبين وعدِ هاني الملقي بظهور نتائج الإصلاحاتِ السياسيةِ والاقتصادية بعدَ تسعةِ شهور، فاليأسُ يُنتجُ النكتةَ، ويجعلُ السخريةَ تنقلبُ على مزاجها، لفرطِ الضحك والأسى.
قرأتُ على الـ "وتساب" أنَّ أردوغان سيحضرُ معه خرائطَ لآلافِ الأطنانِ من الذهب "الحميدي والرشادي" التي دفنها أجداده العثمانيون في الأردن، بعدَ هزيمتهم، أوائلَ القرنِ الماضي، ومعظمها كان حول الطريق الصحراوي. وذلك تكراراً للخرافةِ القديمةِ، التي حوّلت كثيراً من الأردنيين إلى جيولوجيين، وأنعشتْ سوقَ أجهزةِ الكشفِ عن الذهب والمعادن النفيسة، عدا عن سوق المشعوذين، والمتخصصين في فتح "المَنْدل".
الخرائط تُحدّدُ أماكنَ دفنِ الكنوزِ العثمانية، التي كانت مُحمّلةً على أربعة آلاف بَغْلٍ، وسيسلمها أردوغان إلى الملقي (الخرائط، وليس البِغال). وخلال تسعة شهور، ستتمكن الحكومةُ من إخراج الذهبِ من مدافنه، ثمّ يصدقُ الوعدُ الحكوميُّ، مثلما كانَ دائماً، ويبدأ العملُ في مشروع الطريق الصحراوي، بمنتهى "الشفافية" و"الحوكمة الرشيدة"، وكلّما شقّت الآلياتُ أمتاراً قليلة تتعثّرُ بصندوقٍ، أو بِعظامِ بَغْلٍ عثمانيّ.
الأكثر أهميةً من الذهبِ والطريقِ الصحراويِّ، أنَّ هاني الملقي سيبقى في منصبهِ حتى حزيران 2018..!!