نجونا من طائفية العراق ودموية سورية ولم نستطع النجاة من رصاصنا الطائش
21-08-2017 03:32 PM
عمون - لقمان إسكندر - لا يعوز الكثير من التدقيق لرؤية لمعة العين الأردنية الفخورة، وهي ترى عمّان، قد أصحبت محطة ساخنة للدبلوماسية العالمية. هذا يشعر الكثير منا بالفخر والغيرة معا.
الأردنيون يشعرون بالغيرة من ملفاتهم الخارجية؛ "لِمَ ليست ملفاتنا المحلية حسناء وأنيقة مثل "الخارجية"؟"، يسألون، ويسألون أيضا: ماذا لو اتقنّا محلياتنا كما نتقن ملفاتنا الخارجية؟
تخيلوا، أننا نجونا من طائفية العراق، ودموية سورية، ولم نستطع النجاة من رصاصنا الطائش في أعراسنا، وحماقات فقرنا، وبرامجنا الاقتصادية البلهاء. هذا يشرح الكثير.
السلطان أردوغان في حضرة عمان اليوم. وفي حضرتها أيضا الكاوبوي الامريكي. والدبّ الروسي كذلك بعد أيام. في المعنى نقاشات وربما قرارات من الوزن الثقيل سيجري إبرامها. هذا رائع، لكننا ما زلنا نشعر بالغيرة على ملفاتنا المحلية، ونحن نتابع إدارتنا السياسية في الملفات الخارجية.
يحق لنا استدعاء العجب. أفاعلُ هذا وهذا واحد؟ وسيبقى السؤال: أيعقل ان تكون ملفاتنا الداخلية أشد تعقيدا وتركيبا مما هو حال الملفات الخارجية؟
بالنسبة الى "الكاوبوي" و"الدب"، فغالبا ما سيجلسان حول طاولة الملف السوري، وسيكون لعمّان دور مركزي في الحوار والفعل. فيما ستضيف طاولة "السلطان" إلى جانب هذا الملف، ملفين آخرين هما القدس، والملف الاقتصادي الذي تعوّل عليه عمان كثيرا. لعلّ نجاح الخارجي فينا يضيف نكهته الى "محلياتنا" السياسية والاقتصادية، يوما ما.
لقد نجحنا في النأي بأنفسنا عن شظايا الخلافات الإقليمية. في خلفية المشهد ترى الازمة الخليجية. لقد نجحنا في اقناع الاشقاء بأننا مختلفون. ولم نستطع اقناع دوّارنا الرابع بمعالجة شظايانا الداخلية؟ لماذا لا نستطيع معالجة المخالفات المرورية في مواكب أفراحنا؟ لماذا تتحول حتى بعض أفراحنا الى رصاص ودم؟
كأن عصا سحرية بيد عمان الخارجية، كلما احتاجت إلى هزّها هزّتها، حتى النظام السوري بات يطمع في علاقات مع عمّان. دعوكم من القنابل الدخانية التي يفتعلها السفير المطرود بهجت سليمان، فتحت الطاولة ما تحتها.
لقد استطعنا تحقيق نجاحات سياسية خارجية مبهرة، فما الذي يعيق عمّان لتحقق مثيلها في المسرب المحلي سياسيا واقتصاديا.
هذا رائع. لكننا متعبون اقتصاديا، صحيح أننا آمنون، وهذا مهم، لكن ليست الغاية النهائية. نشعر بالطمع، لماذا علاقاتنا الخارجية بخير حتى مع العدو نفسه، ثم لا نستطيع حل "طوشة" في حارة من حاراتنا. حقا هذا عجب.