في البداية فان العائد المتحقق من المضاربة في سوق عمان المالي يصعب قياسه نظرا للدخول والخروج السريعين وهو يختلف عن العائد المتحقق من الاستثمار طويل الأجل ومنطقية العائد المتحقق من الاستثمار طويل الأجل مرتبط اولا بعائد تكلفة الفرصة البديلة فمثلا عندما تتوفر للمستثمر فرصة الاستثمار في السندات و يكون عائد الاستثمار فيها حوالي ٦٪‏ ومخاطر الأستثمار في السندات محدودة جدا فان المستثمر في هذه الحالة يطمح من استثماره في سوق عمان المالي تحقيق عائد لاتقل نسبته عن ١٠٪‏ والفرق هو تكلفة المخاطر التي يتحملها المستثمر في سوق الأسهم كما يؤخذ في الاعتبار مستوى التضخم وسعر الفائدة على الودائع باعتبارها منافسة للاستثمار في الاسهم نظرا لانعدام مخاطرها مقابل محدودية عائدها

ومصادر أرباح المستثمرين في اسواق الاسهم تتوزع بين الأرباح النقدية السنوية التي توزعها الشركات سنويا على مساهميها وأسهم المنحة التي توزعها الشركات كل عدة سنوات اضافة الى الأرباح الرأسمالية الناتجة عن ارتفاع سعر اسهم الشركات في السوق

والعائد السنوي في الاسواق المالية الدولية المتقدمة بلغ حوالي ٨,٥في المائة على مدى ١١٢عام حسب تقديرات الكتاب السنوي لمجموعة كريديت سويس اما مؤشر داوجونز فقد بلغ العائد السنوي حسب العديد من التقديرات خلال ١٠٠ عام حوالي ٩,٤٪‏ منها ٤,٨٪‏ نمو سنوي في قيمة المؤشر ومانسبته ٤,٦٪‏ متوسط الأرباح الموزعة في كل عام وخلال العشرين عام الماضيه حقق مؤشر داو جونز عائد سنوي نسبته ٩,٦٪‏ منها ٧,١٪‏ نمو في قيمة المؤشر ومانسبته ٢,٤٪‏ ارباح موزعه

والملفت التذبذب الكبير في مؤشر سوق عمان المالي خلال ١٤ سنة الماضية وحيث تراجع المؤشر بنسبة ٢٩,٣٪‏ عام ٢٠٠٦ وتراجع مانسبته ٢٤,٩٪‏ عام٢٠٠٨ بعد تاثر الاقتصاد الاردني وأداء الشركات الأردنية بالازمة المالية العالمية وتراجع بنسبة ٨,٢٪‏

عام ٢٠٠٩ كما تراجع بنسبة ٦,٣٪‏ عام ٢٠١٠ وتراجع بنسبة ١٥,٩٪‏ عام ٢٠١١ وبنسبة ١,٩ % عام ٢٠١٢ وبنسبة١،٣٪‏ عام ٢٠١٥ وبالمقابل وخلال ايام الطفرة ارتفع مؤشر السوق بنسبة ٦١,٥ ٪‏ عام ٢٠٠٣ كما ارتفع مؤشر السوق بنسبة ٥٤,٩ ٪‏ عام ٢٠٠٤ كما ارتفع مؤشر السوق بنسبة ٢١,٩ ٪‏ عام ٢٠٠٧ وبعد خمسة سنوات من التراجع ارتفع مؤشر السوق بنسبة ٥,٥٪‏ عام ٢٠١٣ وارتفع مؤشر السوق بنسبة ٤,٨٪‏ عام ٢٠١٤ كما ارتفع مؤشر السوق بنسبة ١,٦ ٪‏ عام ٢٠١٦ وارتفاع او انخفاض المؤشر يعكس ارتفاع او انخفاض أسعار اسهم الشركات المدرجه في المؤشر

وعند احتساب حركة مؤشر سوق عمان المالي خلال الأربعة عشر سنة الماضية نلاحظ ان المؤشر ارتفع ٤٠٨ نقاط فقط او مانسبته ٢٣,٢٪‏ وعند قسمتها على عدد السنوات نلاحظ ان متوسط ارتفاع المؤشر سنويا ١,٦٥٪‏ وهي نسبة متواضعة جدا نتيجه الخسائر الجسيمة التي تعرضت لها أسهم الشركات بعد الازمة المالية العالمية

باعتقادي ان المستثمر الرشيد والذي يطمح تحقيق عائد لاتقل نسبته عن ٩٪‏ على المدى الطويل خلال هذه الفترة بحيث يحافظ هذا العائد على القوة الشرائية لأمواله المستثمرة يحتاج الى اختيار اسهم الشركات التي تتميز بكفاءة ونزاهة وتميز إدارتها العليا وادارتهار التنفيذية وحيث تستطيع هذه الادارة تحقيق نمو سنوي في صافي ارباحها ينعكس على نسبة توزيعاتها السنوية النقدية وبالتالي ارتفاع سعرها في السوق وللحديث بقية.

الراي