21 آب 1969 احراق منبر المسجد الاقصى، خفايا واسرار وهكذا تآمروا على الاردن
21-08-2017 04:21 AM
عمون - بكر خازر المجالي - حين احرق دينيس روهان المتصهين منبر المسجد الاقصى اعتقد ان هذه الخطوة ستكون الاسرع لتحقيق اقامة الهيكل المزعوم ، ومن ثم عودة يهود الارض الى فلسطين ، ولا اريد ان اتحدث عن تاريخية جريمة الحريق ولا عن الابعاد الدينية وبعضها يتعلق بوعد بلفور وقصة عودة السيد المسيح عليه السلام وتجميع اليهود في فلسطين تمهيدا للقضاء عليهم، ولكن لا احد يتساءل عن السبب الذي تأخر لأجله العالم الاسلامي عن إعادة بناء المنبر من عام 1969 حتى عام 2006م ، وما هي القصة وراء ذلك ..
لقد تصدت منظمة المؤتمر الاسلامي لهذا الموضوع ، ومن خلال لجنة القدس فيها والتي كان يترأسها الملك الحسن الثاني ملك المغرب ، قررت اللجنة ان توكل مهمة اعادة بناء المسجد الاقصى الى سوريا على اعتبار ان المنبر الاصلي الذي تم احراقه قد بني في حلب ، ولكن مضت سنين ولم يتقدم المشروع مليمترا واحدا ، وقد ذهبت الى حلب والتقيت رئيس اللجنة الخاصة لإعادة اعمار المنبر السيد محمد القجة وهو رئيس جمعية العاديات في حلب ، وقد تحدث عن اسباب عدول سوريا عن بناء المنبر التي اشترطت تحرير القدس اولا ، ثم اوكلت لجنة القدس في المؤتمر الاسلامي مهمة اعادة اعماره الى مصر ، وقد حدثني معالي المهندس رائف نجم عن ذلك ،وهو قد ذهب بنفسه الى الرئيس المصري حسني مبارك وشرح خطة اعادة بنائه ،ولكن مضت سنين ولم يتقدم الموضوع مليمترا واحدا ، ثم حصل ان استعدت مجموعة بينها اردنيون للتوجه الى جهة عربية لطلب العون لإعادة اعماره(وكان هناك تخطيط وتنسيق مسبق ) ،ونلاحظ انه في كل المرات هو التأكيد على أن لا يكون للأردن اي دور والاسباب هي تنافسية حقدية ،ولا يمكن لأي مرء ان يتصور ابعاد الاردن عن القدس التي نشتم رائحتها ونتوضأ في هوائها وقد ضحينا واستشهد رجال الجيش العربي الاردني على اسوارها وفي شوارعها ونحن على بعد ستين كيلومترا وأن توكل مهمة اللجنة لمن هم على بعد الاف الاميال عنا ؟؟؟ ،وخاصة انه كان متعمدا ان لا يكون الاردن في الاصل له دور مهم في لجنة القدس ، وهنا وكما حدثني وزير اوقاف اردني سابق انه تم شرح الموضوع لجلالة المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه الذي بادر فورا الى اصدار امره الى دولة رئيس الوزراء الدكتور عبدالسلام المجالي لأن يبادر فورا في اتخاذ الاجراءات الكفيلة لإعمار المنبر على نفقته الخاصة ونفقة الدولة الاردنية ، فتم الامر بسرعة وانتهت الدراسات وبدأت الخطوات العملية التي بدأها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين بتدشين المنبر في جامعة البلقاء التطبيقية الى ان تحقق البناء كاملا بهيئته الاصلية وعاد المنبر الى مكانه التاريخي الاصلي في القدس في داخل المسجد الاقصى في رمضان من عام 2006م .
كل هذا ليس فقط تأكيدا للرعاية الهاشمية الموصولة للأقصى بل لتأكيد العلاقة التاريخية والمحبة الاصيلة للأردنيين للقدس والاقصى ولكل فلسطين .
بعد كل هذه السنوات لا زال المسجد الاقصى والقدس في رعاية هاشمية مستمرة مع تأكيد اتفاقية العهدة والوصاية التي تجددت عام 2013 بين جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين والرئيس محمود عباس .
وستبقى القدس وفلسطين في القلب والعقل والروح . وستبقى التضحيات الاردنية هي الشاهد على من يحب القدس وفلسطين ويعمل من اجلها بإخلاص ونقاء وطهر.