لا صعب مع شباب مثمر وصوت مرتفع
طارق زياد الناصر
20-08-2017 03:54 PM
كنت قد كتبت مقالا عنونته بـ "اللامركزية وشباب الأردن" وقدمت من خلاله مجموعة من الافكار عن دور الشباب في سبر اعماق العمل العام وتوظيف قدراتهم في خدمة وطنهم، مع محاولة الاستفادة من اصحاب الخبرة ممن سبقونا في خدمة الوطن والشراكة معهم في البناء والتنمية من خلال الترشح والانتخاب لمجالس المحافظات والمجالس المحلية وكل حسب الدور الذي يستطيع، فالشباب طاقة متسارعة فعالة تدرك التحديات والمخاطر وتتقن التعامل مع التكنولوجيا ووسائل الاتصال المختلفة وصولا إلى اشراك المجتمع كله في صناعة القرار، وها نحن اليوم امام فرصة التطبيق وكلي امل ان ارى ممثلينا في هذه المجالس ينجحون في خدمتنا ويسهمون في رسم صورة المستقبل الذي ينظر اليه الاردنيون.
يقول طه حسين " بورك من جمع بين همة الشباب وحكمة الشيوخ"، وهو ما يتفق مع شعارين انتخابيين لاثنين من الشباب الاردني حازا ثقة الناس وعملا بجد واجتهاد للوصول إلى تمثيل الشباب في مجالس محافظاتهم، وللأمانة فإنها من أكثر الشعارات التي جذبتني ولم ابادر حينها بالكتابة عنها حتى لا تكون دعاية انتخابية أو دعما اعلاميا فلا تؤدي الكتابة غرضها أو تفهم في غير معناها.
الشعار الأول "اينما زرعنا الله سنثمر" وفهمت منه ان هذا الشاب يبني استراتيجية ترشحه على اختلاف الوظائف والاعمال التي نقوم بها مكانا وهدفا ونوعا، الا اننا جميعا يجب ان نسهم في عجلة البناء والتنمية وان للشباب دورا فاعلا وهاما في مختلف مجالات الحياة، بحيث تكون طاقتهم عنوانا للمستقبل ويكون لهم الدور الأبرز في التغيير على كافة الاصعدة شراكة لا انفرادا، اما الشعار الثاني " ليعلو صوت الشباب" وكأنه صدى صوت للشعار الأول فاذا بادر الشباب بالعمل وشاركوا في العملية الديمقراطية ناخبين ومرشحين سيعلو صوتهم ليصبح فعلا لا مجرد أقوال وكلمات، وسيكون مدويا فعالا إذا اعتمد على اصوات الكبار الهادئة.
ربما لم استطع فهم معاني الشعارات التفصيلية لكنني قدرت الكثير من القيم الايجابية فيها، وبكل الاحوال اعتقد ان المطلوب من رافعي هذه الشعارات العمل عليها من خلال مواقعهم الجديدة، واثبات انهم الخيار السليم لناخبيهم خاصة وانهم حازوا ثقة الكبار والصغار، واوصلتهم هذه الثقة إلى مجالس محافظات بحاجة للتنمية والعمل خاصة وانها تعاني من ضغوط اجتماعية واقتصادية كبيرة، وان نهج الإدارة اللامركزية سيلقي المسئولية على مجالس المحافظات وسيسهم في تخفيف الضغط على مجلس النواب في القضايا والمتطلبات الخدمية وسيكون مجلس المحافظة المسئول الأول عن توزيع مخصصات التنمية والخدمات العامة في كل محافظة.
هاتان التجربتان ليستا الوحيدتين في الأردن، فقبل أعوام كان لشاب اردني في محافظة عجلون فرصة ان يكون أصغر رئيس بلدية في العالم، وكررها هذا العام شاب من محافظة الكرك، ناهيك عن شباب كثر فازوا بثقة الناخبين ليكونوا ممثلين للشباب هذه المجالس، مما يعني حكما اننا بحاجة إلى تأهيل الشباب وتدريبهم لمثل هذه الأعمال، وتفعيل دور بيوت الخبرة في هذا المجال وهذه مسئولية مشتركة تتحملها الجهات المعنية في الحكومة مثل وزارتي البلديات والتنمية السياسية، ويتحملها الناجحون من كبار السن كما الشباب الناجحون انفسهم لحماية منجزهم من خطورة التسرع أو قلة الخبرة التي ربما تؤخذ على الشباب عموما فالخبرة يمكن اكتسابها إذا ما وجدت الحكمة في كل فعل أو قول، وكلما كثرت التجارب صارت الخبرة أكثر قوة فكيف لشباب يعلنون عزمهم على العمل ويسعون للتعلم وكما يقول سقراط " لا شيء صعب بالنسبة للشباب".