قضية الشيشاني .. فرصتنا: لإعادة الأمل
إسلام العثامنة
20-08-2017 06:01 AM
الجالسون ليلاً ليسوا متسكعين يبحثون عن السوء، بل النقيض هم شباب في مقتبل عمرهم ستجد في غرفة كلٍ منهم شهادةُ حُصلت بصحة ابائهم ودعوات امهاتهم لتنتهي مُعلقةً على رفٍ زجاجي. فعجلة الإنتاجية شبه واقفة والعجلة الأكثر حركة هي عجلة الفساد.
تمضي. عجلة الفساد، دائسةً في طريقها الأمل شيئاً فشيئاً في قرارةِ أبناء الوطن، فإن اقتربت وانصت لهم فسترى ان وراء ساعات الفيسبوك الكثيرة، غضباً متشحاً بالحُزن لفقدانهم المستمر للأمل في ربوع وطنهم. الوطن الذي يستمر المتنفذون فيه بإحباط قلوب ابنائه.
حُلم الشباب الأردني اليوم الهجرة، فهم لا يرون في البلاد الا انها دارُ ولادة، والبقاء فيها للفاسدين وأبناء المتنفذين، وهنا لا اقصد السوداوية في كلماتي فهذا حالنا، لكن.. في النهاية فإن الوطن للشعب ونحن شعبٌ نملكُ ملكاً.. من يقرأ لما يكتبه وينصت لما يقوله، سيرى في كلماته قواعد وطن يبعث الأمل في أبنائه وبناته، وسيرى اننا امام نقطة انشاء الدولة المدنية القانونية التي يتساوى فيها الجميع في مظلة القانون، فهذا ما يريده الشعب ويباركه الملك.. وما يحتاجه الوطن لإحياء روح الأمل..
الآن. يمر أردننا في تجربة وهي قضية احيلت على اثرها مهندسة أدت وظيفتها بما يمليه عليها ضميرها، وأدت ما عليها عندما اكتشفت ما يضر وطنها، لنفاجأ بأنها أصبحت هي الضحية ومن وقف معها اصبح هو ايضاً الضحية، واقصد بذلك عضوين في هيئة النزاهة ومكافحة الفساد رأوا ان ظُلماً يحصل بحق المهندسة هدى الشيشاني، رافضين رفع حصانتها ليفاجئوا وهم الذين عينوا بأمرٍ ملكي بأنهم اقيلوا بتدخل "الدوار الرابع" والتفاصيل في تقريرٍ نشر على موقع عمون بتاريخ 24/6/2017 " الرابط ".
وعليه..ان اردنا اعادة الامل لأبناء الوطن "الشباب" - وهو مصطلح اصبح للتسلق لدى الكثيرين - ولإزالة اولئك الذين يقيدون تطور البلاد ليُبقوا عجلة فسادهم.. على هيئة النزاهة ومكافحة الفساد ان تُظهر جديتها وهدف وجودها بمحاربة الفاسدين، مستذكرين قول سيد البلاد: "لا تهاون مع فاسد حتى لو كان ابني".
فالعدالة في قضية الشيشاني هي بصيص الأمل الذي يحتاجه أبناء هذا الوطن...