نُريدُ أكثَر من خالِد كلالدة !
علاء مصلح الكايد
20-08-2017 02:42 AM
بدايةً لا نُنكَر حاجةَ الهيئة إلى تعزيز كوادرها الفنيّة ( حسابيّة و تقنيّة ) لتلافي الأخطاء الأخيرة .
لكنّ الأهمّ ، هو أنّها أنجَزَت الجُزء الأكبر من العمليّات الانتخابية بأعلى قدرٍ من المهنيَّةِ و الشّفافيّة ، و الأهمُّ أن النزاهة لم تعُد هاجِساً !
سأتحدَّثُ هذه المرّة عن عرّاب الانتخابات النيّابيّة و النقابيّة و المحلّيّة المُزدوجة الأخيرة ، معالي د. خالد الكلالدة .
ترافق اختياره كوزيرٍ للشؤونِ السّياسيّة و البرلمانيّةِ ابتداء معَ كثيرٍ من الجدل ، إذ انقسم المراهنون إلى فئتين بين مُشَكِّكٍ بإيمانِ الرَّجُل الحِزبيِّ ، لا سيّما و أنّهُ كانَ من تيارِ اعتصام آذار ، و ذهَبَ أنصارُ هذا الرّأي إلى أن الكلالدة تنازل عن النِّضال و باعَ القضيّة أمام بَريقِ " النُّمرة " الحمراء .
و اعتقد الفريقُ الثّاني من المُراهنين أنّ للرَّجُلِ مآرِبَ حِزبيّة أفضَت إلى قبولِهِ بالّلعب ضمن الصَّفِّ الحُكوميَّ الأوّل و مُقارعة أركان القرار وجهاً لوجه ، و بالَغُوا حين وصلوا للتكُهِّن بأنّه قَبولَهُ كانَ أشبهُ بحِصانُ طروادة و أنّهُ لَن يلبِثَ حتّى يُشبِعَ نهمهُ السّياسي بمكاسِب فئوِيَّةٍ لجماعته من اليساريّين
قياساً على سوابق ضعُفَت مهنيَّتها بمواجهة الرّغباتِ الحزبيّة و حساباتِ العودة للقواعد .
و الحقيقةُ أن كِلا الفريقين أخطأَ في قراءة الرّجُل الّذي سُرعان ما أثبَتَ بأنّهُ من فِئةٍ ثالِثةٍ لم نألفها سابِقاً ، فكانت المُفاجأة مُدَوِّيةً بنزاهةِ الانتخابات النّيابيّة و تفويتِ فُرصة الانقضاض عليه من قِبَل خصومِه السّياسيين التقليديين - الإسلام السّياسّي - حين حصدوا مقاعدهم على حساب التيّارات الأُخرى بمن فيها رفاقه - الكلالدة - النضاليين !
و لو لم يكُن للكلالدة إنجازٌ سوى تحقيقِ الحُلُمِ الملكِيِّ و الشّعبيّ على حدٍّ سواء " نزاهة الانتخابات " لكفاهُ إنجازاً ، لكنّ سياسة الحوار و البابِ المفتوح و عدم الانقياد خلف مظاهر الوظيفة الّتي تُخفي ( المُسائَلين ) خلف الزجاج المُظلَّل لم تفتن الرّجُل ، و بقي كما هُو يكرهُ ربطاتَ العُنُق و يُفضِّلُ لِباس الميدان !
هو كلاسيكيٌّ عَصرِيّ ، من جيلٍ قديمٍ نسبيّاً و لكنّهُ مُنفتِحٌ على وسائلِ التّواصل الحديثةِ و على جيلِ الشّباب ، و بعبارةٍ أُخرى ، هو يجمعُ بين صفاتِ رجال الدّولة الكلاسيكيّة و الدّيناميكيّة .
مواصفات الرّجُل يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار ، فلا الهيئة تريد أن تخسرهُ لاحِقاً ، و لا نريد أن نخسر هذه الأيقونة المثاليّة في مواقع رسميَّة أُخرى تحتاجُها .
هو نموذجٌ يدفعُنا لتسليطِ الضّوء على قاماتٍ وطنيَّةٍ يُراهَنُ عليها ، لكنّها تنتظِرُ أن تمتدَّ الأيدي لها لتُبدِع .