هل هي دينية ام مدنية ام علمانية
اللواء المتقاعد مروان العمد
19-08-2017 04:02 PM
الجميع يتحدث عن الدولة الدينية والدولة المدنية والدولة العلمانية ويقدم وجهات نظره فيهم . وفي كل وجهات النظر حقائق وفي بعضها هروب من الحقائق .
ان اهم ما يثير هذه المناقشات هو موضوع الارهاب والغطاء الديني الذي يتغطى به الارهابيون ويدعون انه الاسلام . والتشدد الذي اتبعه بعض المفسرين والمجتهدين وعلماء الفقه واعتبروه انه هو الاسلام . فيلجأ البعض بالمناداة بالدولة المدنية او العلمانية للخروج من هذه الحالة .
انا لن اقول اني اريد دولة دينية ولا دولة مدنية ولا دولة علمانية . انني لن اعلن انحيازي لأي منها. ولكني اريد دولة تخلوا من الارهاب والتشدد من غير نص صريح . وحتى نحقق ذلك يجب ان نعري الارهابيين من الغطاء الاسلامي الذي يرتدونه والذي يستمدونه من مرجعيات انحرفت عن الدين الاسلامي وادخلت عليه مفاهيم غير صحيحة .
يجب علينا ان نملك جرأه مراجعه الكثير من التفسيرات والاجتهادات والنظريات والحركات الإسلامية التي سادت في مرحلة من الزمن حيث اختطفت الدين الاسلامي واستمدت شرعية غير حقيقة منه .
يجب ان نعود لتقييم كتب ودراسات وتفسيرات التكفيريين والذين نسمي بعضهم بالشيوخ وننزع عنهم هالة القدسية التي منحناها لهم وهم لا يستحقونها . يجب علينا ان نعود ونقيم الروايات والقصص التي ادخلت على الاسلام والتي تأتي على نص روي عن او نقل عن او حدثني فلان او رأى فلان في منامه او حتى من غير ذكر اسم الراوي، او رواية حصول معجزات في حبكة ضعيفة غير مقنعة وأصبحنا نسمع هذه القصص التي لا تستند الى واقع واساس ديني في مساجدنا وخطب شيوخنا أكثر بعشرات المرات مما نسمع من كتاب الله عز وجل او أحاديث سيد البشرية المؤكدة. وأكثر من ذلك اخذنا نستمد من هذه الروايات والقصص والحكايا احكام الحلال والحرام.
وهذا يتطلب ايضاً جرأة مراجعة بعض الاحاديث المنسوبة للرسول الكريم لأن الكثير منها تسرب لأكثر كتب الحديث تداولا ومصداقية لكون هذه الكتب دونت في مراحل متأخرة وعن طريق الرواة من فلان الى فلان الى فلان والذي قد يكون احدهم التبس عليه الامر ونقل حديثاً غير صحيحاً او مدسوساً ولا ينسجم مع ما ورد في كتاب الله عز وجل . وليس في ذلك مس في شرعيه الأحاديث النبوية وقدسيتها ولكن الشك في بعض الرواة عنه وهم كثر.
يجب ان تكون مرجعيتنا في تقيم كل شيء الى القرآن الكريم وليس الى هذا المذهب او ذاك او هذه الحركة او تلك . يجب ان نوقف تسييس الدين لتحقيق مصالح ذاتية دون ان ننكر ان الاسلام لا ينفصل عن السياسة ولكنه لا يشترط ان يكون ولي الامر رجل دين . وان الخلافات التي حصلت بين المسلمين ايام الخلفاء الراشدين هي خلافات سياسية في الاساس على من هو احق بالحكم . هل هم آل البيت او من يقع عليه اختيار المسلمين . يجب ان نسلم ان الخلاف في صدر الاسلام كان خلافاً سياسياً وليس دينيا فهي لم تجر بين مسلمين وكفار ، بل بين مسلمين يرددون الله اكبر ويصلون ويصومون ويقومون بجميع الواجبات الدينه ومع ذلك يتقاتلون ويقتل منهم عشرات الالوف . يجب ان نعرف ونسلم باحتمال اختلاف الاسلامي مع الاسلامي بموضوع سياسي دون ان يكفر احدهما الآخر .
يجب ان ننقي ديننا من كل ما يمكن ان يؤدي الى التكفير . ودليلنا ومرشدنا نهي رسول الله تكفير المسلم لأخيه المسلم.
وبعد ذلك لن نجد ضرورة للحديث عن دولة دينية او سياسية او مدنية او علمانية لأنها هي خليط من كل ذلك لو درسنا ما ورد في كتاب الله عز وجل واخذنا بمبيحاته بجانب محرماته وطبقناها التطبيق الصحيح .