لا أحد يصدقني ،،..
صاح أحدهم في وجهي ،ثم اختفى كان يراقبنا منذ البدء ...
كنّا معاً نجلس على نفس الطاولة ، نناقش فناجين القهوة ...
من أين هذا الصوت العميق ،
أحدهم يصرخ من أعماق فنجاني الملطخ برذاذ القبلات للفنجان الهائج ...
نعم صرخة العرّاف نبوءة المستقبل. ... هات ما عندك !!
كفانا نقداً وانتقاداً ما كان .. هات ما عندك !!!
فنجاني ...
هل تعرف أن القادم أفضل وستصبح من أصحاب السعادة والقرار وتجلس في مجالس الكبار نعم .. هناك طريق طويل .. لكن لا نهاية له ، ربما فيه بعض المطبات .. إنهم على شكل بشر متراكمون احذر بعضهم يأكل بعض وقليل هم الناجون ..
طريق آخر ..
يا الله مزيونة تقف خلف الباب المفتوح، تلوح بيدها كأنها ترشدك إلى الطريق .. ربما يكون صعباً يأخذك للقمة لكنك تحمل فوق رأسك خبزاً للطير وتسكب خمراً للسادة طوال الطريق ...
انظر... انظر
ما هذا رجل ... لا ...لا كأنها امرأة تحمل راية ملونة ... تقف عند باب القصر العظيم ترحب بالقادمين ، أوف لكنهم يدخلون بابه أو بابها عاريين أبصارهم كأنها حجارة من سجيل ...
فنجاني...
كفاك مزاحاً فلنكن جادين هات ما عندك !!!
ما كذبت بشيء هذا ما أراه في واجهتي نحو الشمال ونحو اليمين ، لكن بعض الأشياء تقف خلف الظلام ... ها... بصيص نور من نفق بعيد كأنه كهف ملئ بالذهب والجواهر والغالي والنفيس يحرسُه أربعون رجلاً وسيدهم شكله بغيض .. احذر فتحتَ كهفهم نارٌ وسعيرْ ...
آخر ما أراه في الطرف الأعلى لليمين ... أناس واقفون ينظرون بعين الألم وقلب حزين .. على كل ما أخبرتك عنه ولكنهم مساكين مصيرهم مثلهم لأنهم مثقفين .
فنجاني أرعبتني أين أكون بين كل ما ذكرت أين اجد المصير ...
تعال ابصم في القاع لعلنا وجدنا لك تفسيرا .؟!
يا صديقي مهلاً رويداً...
ماذا أقول ، فأنت تملك قلبا حزينا وحاضرا أليما ... كل من تعرفهم يحبونك مسالماً ،صامتاً ،باصماً ،موافقاً، مسلماً للواقع وتصفق للحاضرين .
يا صديقي صاحب الأنفاس العميقة بصمتك في قاع الفنجان تفسر قهر الانسان... تعب الزمان ...رفض الواقع... والمكان ، أنفاسك في لهيب قهوتي تسرد قصة حب للأوطان لَحَنتها آهاااات العشق، وصوتها امتزج بالأرض وانعكس للسماء دعوات بالفرج والنسيان .
صورة بصمتك تنبئ بنبض الأرض في قلوب البشر بتغيير قادم رغم الشر المنتشر، هذا الوطن يعيش في القلوب الشابة أردن يا أردن سوف تنتصر، عاش الشباب عاش الأردن وحمى الله الهاشميون .
فنجاني شكراً للخاتمة .