إن انتخابات الإدارة المحلية ً البلديات ً واللامركزية ونتائجها توقفنا في عدة محطات :
الأولى / رضى الإخوان وعدد من الأحزاب التي حصلت على شيء، عن الانتخابات باعتبار الرضى عن النتيجة والأصل أن يكون الرضى عن العملية كمجريات بغض النظر عن النتائج إذ قد تكون حرة ونزيهة دون ان يحصل الحزب على شيء لاعتبارات مختلفة. كما أن الدولة راضية بالجملة باعتبار نجاحها في إجراء الانتخابات في هذه الظروف حيث ارسلت الدولة للعالم رسالة قوية ان الدولة واثقة من نفسها ولا تعيش حالة رعب كما يجري حولها كما أنها لا تخشى أية قوة سياسية حيث ان مشاركة الأحزاب شهادة للدولة بحد ذاتها ، فكما ربحت الأحزاب ربحت الدولة .
الثانية / ان هذه الانتخابات تشبع نهم الكثيرين الراغبين في الكرسي أي كرسي فنحن شعب انتخابي وعشائرنا أحزاب عرفت التكتيك والتحالف والفوز والخسارة بل هي الأحزاب الحقيقية بالرغم من عدم حصولها على كل ما كانت تتمناه الا إننا نشاهد استعراض الكثير من العشائر لحصادها تماماً كما فعلت الأحزاب التي وصلت بل تقوم أيضاً بتقييم تجربتها في صحة الاختيار من عدم ذلك .
الثالثة / ان حالة الانقسام العمودي الإخواني وعلى يد أقطاب الجماعة حيث رأينا مراقبين عامين اثنين ورئيس القسم السياسي ورموز كثيرة حملت لواء التفسخ فكان التحدي لجميع هؤلاء هل يستطيعون إثبات صحة موقفهم وسطوتهم أم هي مجرد دكاكين غضب لا تسمن ولا تغني ، وكان التحدي الأكبر لقادة الجماعة ً التي اعتبرتها الدولة غير مرخصة ً أن يثبتوا أن الجماعة بخير والقافلة تسير ولا يهمها المتساقطون على طريق الدعوة كما كان يقول الراحل الحركي اللبناني فتحي يكن !! . نجحت هذ ه الجماعة نوعاً ما لكن ما يجب ان يكون في بالها أن لا تأخذها نشوة الوصول الجزئي عن الدمار الذي لحق بالجماعة نتيجة بعض السياسات التي اتخذتها قيادتها منذ بداية الربيع العربي حيث لم تحسن التقدير فكان النزاع الذي أثمر فشلاً لا يجوز غض الطرف عنه .
الرابعة / التحدي الكبير للإسلاميين أن يتذكروا ان الرئيس محمد مرسي قد صار رئيساً لمصر لمدة سنة ولما كان بدون برنامج كانت النتيجة التي يعلمها الجميع دون ان ننكر وجود تآمر لكن من يمتلك البرنامج فإنه يكون قد حسب كل الحسابات السيئ منها والحسن . ولهذا فإننا نحب ان يتم اطلاع الناس على برنامج في البلديات واللامركزية، برنامج يراعي الواقع ويسعى للإنتاج الملموس كي يزيد هذا البرنامج قناعة المصوتين بجدوى تصويتهم فنحن الان أمام عمل تنفيذي لا يعذر فيه من تولى السلطة .
وفي النهاية فإننا جميعاً أمام تحد كبير في خضم البحر المتلاطم حولنا فلا مجال إلا لرص الصفوف والعمل معاً لحماية الوطن بكل الصور الممكنة.