حياتهم الفعلية، انتهت قبل ان تبدأ، قبل ان يبدأوا بالمشي ربما واللعب والضحك والتفكير بالعاب كانوا سيلعبونها مع اقرانهم او آبائهم، حالما بدأوا يتبادلون الضحكات و"المناغاة" مع العائلة وفي المرحلة العمرية الجميلة في حياة الاطفال..عندما بدأت اصابعهم الصغيرة تتلمس الاشياء وتشعر بها...انتهت حياتهم...
وفقا لمصادر طبية، اكثر من مئتين وخمسة عشر طفلا فلسطينيا قضوا في الاثني عشر يوما الماضية منذ بدء الحرب الصهيونية المجنونة في السابع والعشرين من كانون الاول الماضي والمستمرة حتى الساعة والتي تزداد وحشية ضد اعداء الصهاينة من الاطفال والنساء والشيوخ والرضع..
اكثر من مئتين وخمسة عشر حلما صغيرا فلسطينيا اجبروا على الانتحار، اكثر من مئتين وخمسة عشر مهدا او سريرا ستبقى فارغة والى الابد...اكثر من مئتين وخمس عشرة هدية عيد نقصت من حسابات هدايا الاعياد على رزنامة العام القادم..جميعهم قتلوا على ايدي "دولة قتلة الاطفال" والتي يجب عليها وفقا لمؤسسة هيومان رايتس ووتش "ان تأخذ الحذر وتلتزم بقوانين الحرب لحماية السكان من المدنيين".
لقد حصلت، المسماة "دولة اسرائيل"، والتي عبدت طريق دولتها المزعومة وقوتها الجبارة الهشة ووجودها المهدد بجماجم الفلسطينيين، على شهادة التميز في قتل الاطفال والرضع في جميع انحاء فلسطين والشواهد كثيرة بدءا منذ 1948 وحتى الساعة وآخرها غزة التي ما زالت تحت النار متذرعة بحجة "الدفاع عن النفس" تماما كما كان الحال في جنوب لبنان حين شنت حربها المجنونة هناك، وكما كانت ومازالت منذ القدم والى الازل تنثر الدم والدمار عبر تاريخها الوحشي.
عوائل كاملة تضمنت عشرات العشرات تمت ابادتها، وحرم آباء كثر من اطفالهم واطفال من آبائهم وللابد لأنها رغبة "قتلة الاطفال". ان ما يجري في غزة اليوم هو النسخة المحدثة من نكسة 1948 وهي محدثة طبعا بسبب التكنولوجيا المستخدمة حاليا والفضائيات المتقدمة التي تتيح لهم الاستخدام الامثل لوسائل القتل من الالة الى الكلمة، اما الوحشية فهي هي، هي نفس الوحشية التي بها احتلوا فلسطين، هي نفس الوحشية التي بها دخلوا بيوتا وابادوا عوائل آنذاك ليحتلوا الارض لا الانسان. انها الوحشية نفسها التي قتلوا بها دون ادنى رحمة الرضع والاطفال وبقروا بها بطون النساء الحوامل خوفا من ان يبقى الجيل ليحكي للاجيال القادمة التي بدورها تورث القضية وقصصها لاجيال قادمة،،، قصة القضية وقصة حنظلة.
الهدف المعلن من هذه الحرب هو القضاء على صواريخ حماس التي تطلقها نحو الاراضي المحتلة، حيث يستخدم "قتلة الاطفال" اقصى امكاناتهم العسكرية المتطورة جدا (ومن ضمنها الفسفور الابيض المحرم دوليا والذي استخدمته امريكا في العراق) في هجومهم جو وبحرا ومؤخرا برا في المرحلة الثانية من هذه الحرب غير المتكافئة. الا أن الدخول برًا إلى غزة يعني التورط في أكثف بقعة سكانية في العالم. فلا تزيد مساحة غزة عن 360 ألف كم، التي يعيش عليها نحو مليون ونصف المليون فلسطيني، معظمهم من اللاجئين. كما أن عدم امتلاك معلومات استخباراتية دقيقة عن طبيعة الأسلحة التي تحوزها الفصائل الفلسطينية يجعل المهمة اكثر تعقيدا، ما يطرح امكانية مقتل عدد من الجنود إسرائيليين، وهذا ما لا يرغب به قادة الكيان المجرم بالطبع، آخذين بنظر الاعتبار الانتخابات العامة التي ستجري في شباط القادم..
ان هذه الجرائم التي تنفذها الدولة الصهيونية ضد المدنيين وبصورة خاصة الاطفال ماهي الا دليل على حالة الهلع والتخبط التي يعيشونها. فقد فقدت "دولة القتلة" القدرة على التحكم بتصرفاتها وما افعالهم البشعة هذه الا لكونهم يعتقدون انه سيكون مبعث راحة البال التي لم ولن يعيشوها ابدا طالما يعيشون على ارض غير ارضهم محتلين.
يهدف قتلة الاطفال من خلال قتل الاطفال وكما هو واضح على الارض الى ابادة مليون ونصف غزي لإبادة جيل بل اجيالا كاملة كان سينتجها مستقلا الاطفال والشباب والنساء من شهداء المجازر اليومية. هم خائفون، نعم، خائفون من الطفل الذي لم ينعم بلعبة وقطعة حلوى "نخب اول"، من نساء حملن وانجبن جيلا كاملا تقوم دبابات العدو بمحاولة لابادته،،خائفين من تراب غزة ربما وهوائها. يبيدون المدنيين ويحرقون قلوب الاباء والابناء والاجداد لتأليبهم على حماس في محاول لضرب عصفورين بحجر، يحاول العدو القضاء على جيل كامل من الفلسطينيين املا منهم في انهاء القضية. عملا بقول بن غوريون اللعين (او حلمه ان صح التعبير) ان الكبار يموتون و الصغار ينسون وكسر ارادة الصمود والتحدي لدى الاجيال العربية باكملها والفلسطينية خاصة لقتل ثقافة المقاومة وتكريس مفهوم الاستسلام تحت عنوان "السلام" بمواصفات اسرائيلية-امريكية طبعا.
الا ان دولة "قتلة الاطفال" وهي تمضي في طريقها الدموي لتحقيق الحلم "البنغوريوني" تنسى دائما او تتجاهل (لا فرق) ان تنظف بحور الدم التي تتركها ورائها على طول طريق جرائمها منذ القدم والى ان يشاء الله. اقولها هنا ان "قتلة الاطفال" بوحشيتهم المستمرة يحرمون اجيالا قادمة من نسيان جرائمهم القديمة بل ويزودوهم بوسائل اضافية لحفر الجديد منها عميقا في ذاكرتهم، رغم حرصها على تشتيت الشباب العربي بشتى الطرق والاساليب التي تتبعها سواء بالفضائيات المشبوهة والكثير الكثير من اساليبها. الا انها تقوم كل مرة وكلما اقترب الشباب العربي من نسيان عنصريتها المتجذرة في تاريخها الدموي، تقوم بترسيخ كل جرائمها منذ البداية وللابد....
ان غزة لن تموت، بإذن الله، ولن تموت فلسطين ولن تنسى القضية،،لان الاجيال السابقة والجديدة لديها من المخزون الاحتياطي من الجرائم ما يقف حائلا بينها وبين النسيان،، لن تنسى جرائمهم الصهيونية لانهم ببساطة لن يتوقفوا عن حفلات القتل المنعشة للذاكرة...استمروا يا "قتلة الاطفال" في اعطائنا الجرعات المقوية لذاكرة الجيل القادم وسوف ترى اجيالكم بام عينها نتائج سياساتكم العنصرية وتعزز الصمود والتحدي ....بوركت المقاومة التي تنصب مقصلة للاحتلال....ولعنة الله على "قتلة الاطفال" الذين قال الزعيم النازي السابق ''أدولف هتلر'' فيهم "كنت استطيع ان اقضي على كل يهود العالم ولكني تركت بعضا منهم لتعرفوا لماذا كنت ابيدهم".