الشخصية الوطنية الأردنية .. من الكركي إلى البخيت؟!
البخيت والكركي
ياسين العودات
17-08-2017 03:44 PM
عمون - برز الدكتور معروف البخيت، رئيس الوزراء الاسبق خلال الاسابيع الماضية من خلال ارتباطه بموضوع "الشخصية الوطنية الاردنية" في عدة نشاطات تنوعت بين الدراسة المنشورة في صحيفة الرأي او المحاضرات في اكثر من مكان.
وقبل التعرض لطروحات د. البخيت يجب بيان أن الموضوع برمته من العنوان والتفاصيل مأخوذ من دراسة بحثية للدكتور خالد الكركي – السياسي والاكاديمي – قدمها على شكل محاضرات ألقيت في كلية الحرب الملكية وكلية القيادة والاركان الملكية قبل ثلاثة وعشرين عاما، خلال الاعوام 1994- 1997 الى 1999 ونشرتها حينذاك صحيفة الرأي، واعاد الدكتور الكركي نشرها في كتابه من دفاتر الوطن.
وفي ذات العنوان كتب الصحفي عبدالله أبو رمان الذي اصبح وزيرا للاعلام فيما بعد ثلاث او اربع مقالات في السنوات اللاحقة لعام 2006، نشرتها صحيفة الرأي ضمن سياق انشائي جذاب لم يقدم زادا معرفيا او فكريا للقارئ.
اللافت ان الذي كتبه او تحدث به د. البخيت حسب قوله "ان يتعرف جيل من ابنائنا وبناتنا على تضحيات الآباء والاجداد"، لم يقدم فيه شيئا جديدا، ولم يقدم تصورا ما للهدف الذي يكتب من اجله، اما الاجيال الجديدة فكان لزاما ان يؤكد على ان تهتم المناهج التعليمية كافة بهذا الموضوع لكنها للاسف شطبت وحذفت الفصول التي تحدثت عن الزعماء الوطنيين كليب الشريدة وحمد بن جازي وغيرهم.. ومن جانب آخر فالفئة التي استهدفها د. البخيت لم يصلها الموضوع فقد اختار محاضراته في اماكن رأى بنفسه طبيعة الحضور من الجمهور الذين لم يكن من بينهم الاجيال الجديدة ولا حتى النشر الصحفي فالمسألة بعيدة بينه وبينهم.
والهدف ايضا الذي حدده البخيت غير كاف ليقدم هذا الموضوع، الا اذا كان بحكم موقعه السياسي لديه شيء ما جعله يسارع بهذا الشكل محاولاً تحفيز واستنهاض الاردنيين نحو بلادهم ودولتهم التي من يتابع وسائل التواصل الاجتماعي وردودهم وتعليقاتهم حتى على خبر محاضرة د. البخيت فيتبين له حجم الردود الغاضبة على الاداء السياسي والاقتصادي للدولة بعد كل هذا الانتظار والصبر وطول الامل الذي لا تلوح في الافق مبشرات ولو بعد عشرين عاما، فقد خبرنا عكس ذلك على مدى عقود طويلة، لست وحدي من يقول ذلك فمن يريد ان يعرف آراء المواطنين فليجلس ويقترب منهم لمعرفة الحقيقة، وان تعذر فوسائل الاتصال الحديثة قربت كل بعيد لمن ينشد الحقيقة ومشاعر المواطنين وحاجاتهم الحقيقية.
للدكتور البخيت كل الاحترام و"ان صرنا يا باشا ملطشة" كما كتب المحامي محمد الصبيحي، فاننا نأمل ان تكون اللقاءات مع الاجيال الجديدة؛ شباب العدوان وبني صخر والطفيلة والحمايدة والكفارات والحويطات والسرحان والشوبك وعجلون ومعان واذرح والجفر وليس في منتديات النخب المخملية او ورشات البحر الميت ولقاءات المناسف بل لنذهب اليهم ونسمع منهم فهم يتداولون على الواتس اب ويرددون مع بعضهم حين يلتقون اغنية لطفي بوشناق "خذوا المناصب والمكاسب وخلو لنا الوطن"..
هل تريد اوضح من هذا؛ ولكن هل من سامع او مجيب؟!