أحسنت الحكومة الموقرة صنعا حين اتخذت قرارها بتفعيل قانون خدمه العلم والعمل على تعريف الشباب الأردني على بعض العلوم العسكرية و تدريبهم على استعمال السلاح ,في القوات المسلحة الأردنية الباسلة , وممارسه شرف الجندية لمدة ثلاثة اشهر , آن في ذلك فوائد جمة , منها سقل شخصيتهم ,وزيادة مقدرتهم على الصبر وتحمل المشقات وتعزيز الولاء و الانتماء الوطني لديهم فعلا لا قولا , وليكونوا رصيدا للوطن وقت الشدة و رديفا لزملائهم وإخوانهم في القوات المسلحة .إذا دعا داعي الوطن . كما أنني أدعو الحكومة الموقرة إلى التفكير بإعادة تفعيل الجيش الشعبي , في كافه المدن والقرى الأردنية وتدريب الشعب بكافه قطاعا ته على أعمال المقاومة الشعبية وحرب العصابات , والاستفادة في ذلك من خبرات متقاعدي القوات المسلحة الأردنية ,فلقد أثبتت المقاومة الشعبية , أنها قادرة على مجابهه العدو مهما كانت قدراته العسكرية حين يكون الشعب مسلحا ومدربا تدريبا جيدا ومؤمنا بوطنه وعدالة قضيته ,وألا مثله على ذلك كثيرة منها المقاومة في جنوب لبنان التي صدت الهجوم الإسرائيلي الأخير والمقاومة في العراق التي مازالت رغم مرور أربع سنوات على الاحتلال تزداد قوه وتأثيرا وتقوم بمقاومة وصد اعتي قوه عرفها التاريخ وبما تملكه من إمكانات مادية ومعنوية وعدم تمكينه من فرض إرادته ووجوده وتحقيق أهدافه .
إن إعادة خدمه العلم وتفعيل الجيش الشعبي هو استعداد لما هو قادم من" تهديد عسكري " قد يتعرض له الأردن الحبيب لا قدر الله .من الشرق آو الغرب وكيفيه استطاعه مجابهته , قبل آن تبدأ الحرب ... وحتى لا تربكنا المفاجئة ... ونخسر الكثير من الشباب الوطني المؤمن المتحمس الذين يدفعون ارواحهم دون تأثير بالعدوا ,ثمن عدم استعدادهم للحرب .
وفي السياسة لا يوجد صديق دائم آو عدو دائم فالسياسة دائما تحكمها المصالح , وكثير من الاتفاقيات والمعاهدات قد تلغى بسهوله , إذا كانت مصالح الطرف الآخر تتعارض معها ومع طموحاته وسياساته ,وان الأخطار التي تواجه الأردن و تدفعني للكتابة في هذا الموضوع , هي غير خافيه على الكثيرين وواضحة للعيان,ولن ننسي آن إسرائيل ورغم وجود اتفاقيه سلام بيننا وبينها آلا أنها استباحت الأراضي الأردنية و أرسلت الموساد في محاولة لاغتيال خالد مشعل , وترسل الجواسيس مثل الصحفيين الذين ألقى القبض عليهم قبل اسابيع بالمفرق, وهي لا تفرج متعمدة عن الأسرى الأردنيين ,وتعزز مفهوم إمكانية حصول سلام بينها وبين العرب بل إنها في ذلك تحرج الحكومة الأردنية أمام شعبها وأمام العرب , وكأنها ترغب في آن يقوم الأردن بخطف جنود إسرائيليين , من اجل المبادلة , لتجد بذلك ذريعة لها لإنهاء المعاهدة والهجوم على الأردن كما فعلت في جنوب لبنان وفي غزه , وتصريحات القادة الإسرائيليين ابتدأ بقائد المنطقة الوسطي العسكرية وانتهاء بتصريحات أولمرت , وتصريحات قاده أمريكيين وخوفهم المزعوم على الأردن من انسحاب أمريكي مفاجئ من العراق, كذلك تصريحات وزير الدفاع الإيراني وخوفه علينا وعلى غيرنا من هجوم إسرائيلي , كل هذه التصريحات لا اعتقد أنها تصدر كزلة لسان آو بحسن نية بل إن وراء ألاكمه ما ورائها .
كما آن الوضع في العراق وفلسطين و لبنان غير مستقر ولا توجد بارقة آمل في الأفق , والعلاقات الأمريكية الإيرانية آخذه بالتأزم والتدهور الذي قد يؤدي إلى التصادم وإغراق المنطقة كلها في جحيم لا تعرف عواقبه .
كلنا سمع قائد الحرس الجمهوري العراقي السابق الفريق اول سيف الدين الراوي كيف كان وحدة مسؤولا عن تدريب اكثر من سبعين آلف مقاتل عراقي , وكيف تم توزيع السلاح والذخيرة إلى 1100 موقع مع غيرها من مواقع كثيرة تكفي المقاومة بالعراق لأكثر من خمسين سنه دون الحاجة إلي الاستيراد من الخارج, و كلنا سمع د. إبراهيم الشمري الناطق الرسمي باسم الجيش الإسلامي في العراق , إن الجيش تشكل قبل الغزو بثلاثة اشهر , ورغم نفيه آيه علاقة لتنظيمه بالنظام السابق , فإننا نعرف انه لا يمكن آن يظهر في العراق تنظيم في ذلك الوقت دون آن تعرف عنه السلطات , وبالأخص المخابرات العراقية , فبقائه يعتمد على سكوتها عنه , آو أنها هي التي عملت على تشكيله مع غيره من باقي التنظيمات المقاومة , ويجب آن لا يغيب عن بالنا آن ألا جهزه الاستخبارية العراقية كافه لم تهزم ولم تحل , وان عملها كان قبل الحرب سريا . وانه من المنطقي جدا أنها مازالت تدير المقاومة لقدرتها على العمل السري بخبره ومهارة عالية .
المنطقة كلها تشتعل والإرهاب والتطرف يضرب في كل مكان فيها , لهذا كله فإن الاستعداد للأسوأ لا سمح الله , والاعتماد على التجانس والتلاحم والاعتدال والوسطية والولاء والانتماء , والشجاعة والإيثار والنخوة والحميه الذي يمتاز بها شعبنا , مع تدريب عالي المستوى على الحرب الشعبية وحرب العصابات وتوزيع السلاح والذخيرة في كل الناطق , وإمكانية آن يتحول حتى الجيش العربي الباسل إلى مقاومة شعبيه في وقت ما , إذا كان هناك داعي . يكفل لبلدنا الحبيب الصمود , ويكون ذلك عامل ردع قوي لكل أعدائنا المحتملين ,فيما إذا فكروا , بالمكر والإساءة والغدر بنا وببلدنا الحبيب , ولذلك كله " خلي السلاح صاحى عدونا غدار "
داعيا الله العلي القدير آن يحمي الأردن العزيز الغالي من كل مكروه ومن الفساد والفاسدين وان يديم عليه نعمه الآمن والأمان وأن تبقى رايته راية الثورة العربية الكبرى مرفوعة خفاقة دائما وأبدا بإذن الله تحت قياده سليل الدوحة الهاشمية جلاله الملك عبد الله بن الحسين المفدى حفظه الله ورعاه .