إخفاق الحكومات في الإصلاح الاقتصادي يتحمله المواطن
المهندس موسى عوني الساكت
15-08-2017 03:44 PM
تنظر الى البرامج الاقتصادية التي اعتمدتها الحكومات المتعاقبة سنة بعد أخرى فلا تجد سوى وصف واحد لها: إنها برامج خشبية، لا تملك فيها الحكومات من أدوات سوى المنشار، فإذا ما صادفها عقدة وجع المواطن، زادت من قوة نشرها صعودا وهبوطا.
حكومات تحسب انها تحسن صنعا، تخطط برامج اقتصادية عاقر، ثم تطالب المواطن ان ينتظر المولود. مولود لن يأتي من رحم برامج اقتصادية لا تكف جدرانها عن التآكل، فإذا ما تعبت وأتعبت، رحلت لرحم آخر، ثم اخر، وهكذا منذ عقود.
يرسم جلالة الملك خطوطا مستقيمة نحو النقطة المستهدفة. ويحدد الاطار العام، ويشكل رؤية خلّاقة للهدف. ثم يبدأ التنفيذ على يد الحكومات. ولكن.
كيف ولماذا وما هي النقطة التي تحيد فيها الحكومات عن الاهداف الموضوعة؟ كأن لا احد يدري. او كأن الجميع يعلم ويسكت.
الحلول السريعة، والمعالجات غير الخلاقة، والادوات المهترئة التي تعتمدها سياسات الحكومات المتعاقبة هي جزء من المشكلة.
هذه هي حكاية برامج الحكومات المتعاقبة، تسمع لها جعجعة ولا ترى طحنا. احلام يقظة تفتح نوافذها على الامل، فاذا ما دققت النظر جيدا رأيتها كوابيس لا حصر لها.
اما المواطن. أعني الضحية الاولى، فبحسب لسان حال برامج الحكومات الاقتصادية، فإنه الجاني والمجني عليه، المعتدي والضحية. هو من عليه إذا اخطأت الحكومات ان يدفع، وإذا ما اخطأت البرامج الاقتصادية ان يدفع مرة اخرى. اما اذا تذمر، فما عليه سوى ان يواصل الدفع.
هنا عقدة العُقد. مواطن هو بالنسبة الى الحكومات، المعضلة والحل في آن.
إذا ما طُلب منها - اعني الحكومات - ان تعالج الاختناقات المعيشية التي يعيشها الناس، فلا تجد سوى جيوبهم علاجا.
الحق ان ما تفعله الحكومات انها تداري فقر الناس بعلاج واحد، هو أن تعرضهم للمزيد من الفقر عبر التسلل الى ما تبقى من جيوبهم، فإذا ما صاحوا ألما منحتهم بعضا من المخدر، او كأنها اخفت غبار اخفاقاتها تحت السجادة.
وكم من غبار أُخفيَ هناك، حتى لم يعد ما تحت السجادة من غبار يتسع لكل تلك الاخفاقات!