كــأنّ الزمــان جـامـد لا يتحــرّك
و لــم يمش الى الامــام
كــأنّ الزمــان بلا وقت بلا مـــدى
ينتــظر كـلّ احتمــال
يعــود الى جنـوب لبنـان
حيثُ يستمرّ
انتـقـل الى غــزّة كلمــح البصـر
كـنت بانتظــار
أفكّـر في المقـاومة
في الشهـداء حمـائم البقــاء
تـــُرى.....؟ و يختنـق الصـوت
و يـدي على قلبـي ارتجــاج
يـرفّ كأنـّه طيـر يبني بالخبـز
هل حمـل روحــاً من الجنــوب
من نصـر الجنـوب في لبنــان
و بشرى النصـر كمـا يردّده نصـرالله ؟
********
يــا ايــّها الحسيـن الذي صبـر على الظــلام
في كربــلاء
صبــر على خيــانـة رؤوس الفــراغ
على خيــانـة الارتــداد
و السيـف حـطّ ليسكت الحـق الذي بــان
و كبــّر الإلــه
و كبـّر محمـّد من كلّ مكان
و جـلجـل الغضــب:
يــا ربـّمـا وضعـت رأسـك علـى رأسـي
يــا ربـّمـا احسسـت بالـدفء
و أحسسـت بالفــاجعـة القــادمة
و استعبـرت مـن الآخـرة
و بكـى الرأس المـرسـوم في غــزّة
و بكــيت مع الرسـول
و ظلـلـت أبكـي الزمــان بلا حــراك
هــو.. هــو
و الخيــانة هــي.. هــي
و العنـف هــو.. هــو
و الكفـر بالإنسـان هــو هــو !
و أسمـع النــداء من بعيــد بعيــد
أكفـكـف الدمــوع بالدمــوع
مسمـّـرة امــام المـِشهاد
إنــها غــزّة
هــذه المــرّة
تنــهـض فــوق الدخــان و الاحتــراق
و الوحـوش تنـقـضّ بكــلّ آلات الـدمــار
يميــناً يسـاراً .. تصــول تجــول
و بطــون الأرض تخبــّىء صـواريــخ الإنتصــار
أيــّها الأبطــال
يــا غــزّة التي عصـت على الإغتصــاب
على اللصــوص الذيـن سرقوا الأرض و الثمــار
على الضمــائر الغــائبة
ألخــائبة
يــا العــالم الـذي بــاع الضميــر
و قــدّ بالحجـر قـلب الحـقّ من أجل الحُــثالة
التي زوّرت التــاريخ
و عــاثت فسـاداً أبديــّاً
كمــا علّـمــها ربــّها العنصـري الـذي لا يسكتـه
سوى شـرب الدمــاء
و قتــل الأبـرياء
حتّـى الحـجر
حتّـى الشـجر
حتّـى ذرات الـهـواء
الحــاقـد على وجــود البـشر
مــاذا يقــول القضـاء؟
مــاذا يقــول القـدر؟
مــاذا يقــول الـواحـد الأحـد؟
فيــا اسرائيــل
بــل يــا تلمـود
بــل يــا صهيـون
أيــن أنتـم يــا قتـلـة الأنبيــاء
يــا قتـلـة كـلّ دبيـب على التـراب
يــا قتـلـة وجــود الإنســان
يــا محتـكـري الــرب بالريــاء
بالـدمــار
بالخــراب
و الزمــان مشغــول يـلـد كــل ثـانيــة
يشـوع بـن نــون
الـذي يصعـد كاسُـخام
من قـلـب التلمــود و التــوراة
حقــداً .. دمــاراً .. و عــار
و التــاريـخ مشغـول يلـد المقــاومـة
فـي خنــادق البقــاء
******
و التــاريـخ يسجــل مـرّة أخــرى
بالدمــاء الطــاهـرة
تتدفـّق من قلــوب الشهـداء
ألــم يصـرخ رب الصهــاينـة:
أقتــلوا
و أهــدمـوا
و حــولـوا بلـدات فلسطيــن إلى رُكــام
إلى حجــارة
إلى دمــار
و ابقـروا بطــون النسـاء
و اقتــلوا كـلّ الصغــار
و اهدمــوا كـلّ العمــار
و دوسـوا كـلّ حـيّ
و لا تتـردّدوا
لأنّ الأرض كلـّـها لكـم .. قــالها "يهـوه" ربـّكـم:
إحـرقـوا الشجـر و الضـرع و لطـّخـوا وجــه القمـر
و اجعلـوا الغــارات
"تـُسونـامـا" علـى الرؤوس المقـاومـة

******

و السلطــان يغـطّ فـي سبــات عميــق
لا يـرى الطريــق
خـدّره الكـرسيّ و النفـط و المـال العتيـد
و بــاع الضميـر
في سـوق نخــاس لئيــم
حيـث الذهـب الاسـود و الجــاريـة
و أغمـض الجفـن علـى الجفـن
بــلا سمـع و لا بصـر
يــا ويــل السلطــان !
مـن ثــأر الحـق و الغضـب
الـذي لا يعلــو عليـه أحــد
و لـن يلطـّخــوا وجــوه الشمــوس
ستبقـى مــا بقـي عــزّ العــرب
فالغمــامـة السـوداء
ستنـجلـي بـأيدي الشهــداء
الـذيـن يتراكضــون كالحمـائم البيضـاء
كـأنــها حمـائم الإنتصــار
و النصـر مـن عنـد الله
******
ألسنـا مثل طير السـُميذع ؟
لن نحترق ..
ألسـنا مثل طير الفـَيتق ؟
نخـرج دائــما مـن الرمــاد
يتـجـدّد فيــنا البـَـقاء
ألسـنا مثـل المـارد المكتـوم في القمـاقـم
ننـهض .. نجلـجل فـي الفضــاء ؟
يــا غــزّة ..
يــا كـلّ فلسطيــن ..