يحرقون قلوبنا وأهلينا ونكتفي بحرق أعلامهم
المهندس مصطفى الواكد
07-01-2009 12:40 PM
مجرد من إنسانيته ، عديم الإحساس من لم تُدمع عينيه وتُدمي قلبه تلك المشاهد على الفضائيات العربية والأجنبية تعرض جثث وأشلاء أبناء جلدتنا من نساء وأطفال وبعض ممن ارتدى البزة العسكرية دون أن يحمل السلاح ، عالم قبيح لا يستحق العيش فيه والتمسك بالحياه هذا العالم الذي ترتكب فيه أبشع الفضائع بحق الانسان ولا تجد من يحرك ساكنا ليوقف المجزرة وينصف المظلوم والأنكى من ذلك أن تجد من أهل القتيل من يلومه إن رمى عدوه بصاروخ أو حجر وحتى إن علا صوته ألما من التنكيل أو طلبا للنجدة .
مقبول ومرحب به لغاية الآن ما بدر من ابناء الشعب الأردني من ردود فعل غاضبة تجاه ما يحصل ، مباركة تلك الهبة الأردنية الأصيلة في التدافع لتقديم الدم والمال والإمكانات الطبية لأهلنا المنكوبين في غزة والتي بدأت من أعلى الهرم الأردني عندما امتدت ذراعي جلالة الملك والملكة للتبرع بالدم .
غائب عن الوعي من إدعى المفاجأة ولم يكن موقنا من حتمية العدوان الهمجي على غزة بعد التصريحات الواضحة لزعامات ومسؤولي الكيان الصهيوني ومنع الغذاء والدواء وكل متطلبات الحد الأدنى للبقاء على قيد الحياة ، وبالرغم من ذلك أمكن التجاوز عن بعض الأنفعالات التي أدت إلى ردود فعل لم تكن مقبولة بحكم مواقع فاعليها وتم حسابها على هول المفاجأة و( فورة الدم ) ولم يكن هنالك مجالا للتلاوم وتقسيم المواطنين أو الفصائل والدول إلى معسكرات تتهم بعضها باستثمار الموقف لأهداف شخصية أوبالتقصير وقد تصل حد الإتهام بالخيانة
الآن وقد تأكدت للجميع - ممن لم يقرأوا سجل الإجرام للكيان الصهيوني - شراسة العدوان وهمجيته وإصراره على الإستمرار غير آبه بردود الفعل الشعبية والنداءات الإنسانية على مستوى العالم ، وبعد أن أنهينا أيضا ما نستطيع القيام به من أفعالِ أضعف الإيمان بتشكيل اللجان الرسمية والشعبية في كامل مدن وقرى المملكة لنصرة وإغاثة الأهل في غزة ولم يبق لدينا ما نفعله سوى تقديم المعونات ، فلا أقل من الحفاظ على لحمتنا الوطنية وممتلكات وانجازات الوطن بالوقوف صفا واحدا بوجه من يحاول استغلال المناسبة لمآرب تخريبية وقطع يده قبل أن ترفع حجرا بوجه قواتنا الأمنية .
المطلوب الآن موقف عربي رسمي موحد تجاه العدو الصهيوني ، موقف يصوغه من اؤتمن على مقاليد الحكم في كل الدول العربية فليس هنالك دولة عربية واحدة من هي آمنة من أطماعه ومخططاته التوسعية . موقف رسمي يستند إلى القوة ويعيد صياغة استراتيجيته نحو السلام مع عدو لا يؤمن بالسلام ولا يفهم غير لغة القوة .