المفروض ان تكون الجامعات ساحات علم ومعرفة يتلقى فيها الطالب المعرفة الاكاديمية والقيمة الخلقية ، والمفروض ان تعمل ، الجامعات على تقويم سلوك الدارسين فيها من الطلبة وأن تكسبهم السلوك القويم الذي يتناسب مع ادوات العصر ، لكن الواقع غير ذلك حيث الملاحظ بأن الجامعات تحولت من مواقع للحوار الفكري والادبي الى مواقع حوار بالايدي والمسدسات . ففي كل يوم نسمع عن مشاجرة في جامعة هنا أو جامعة هناك والمؤسف أن الجهات الرسمية المعنية بالامر وعلى رأسها وزارة التعليم العالي لم تقم بدراسة هذه الظاهرة التي تفاقمت في الاردن لم تقتصر على الجامعات الرسمية وحدها بل امتدت هذه الظاهرة الى الجامعات الخاصة واصبحت المشاجرات سمة من سمات التعليم العالي في وطننا بكل أسف ، فخلال العام الحالي وقع ما يزيد عن عشر مشاجرات استخدمت فيها الادوات الحادة والمسدسات وتم جلب تعزيزات من خارج الجامعة وأخذت الطابع العشائري والجهوي وخسرت الجامعات الكثير سواء من الناحية المادية حيث تم الاعتداء على مرافق الجامعة وتكسير المختبرات والمطاعم والحافلات ... أو من الناحية المعنوية .
فالمطلوب اليوم من الجامعات وهي محاضن علم وثقافة أن تدرس ظاهرة العنف الطلابي وان تعمل بالتعاون مع المختصين من أبنائها على أيجاد الحلول المناسبة لهذا الظاهرة التي باتت مقلقة للمجتمع ومنفرة لابنائه ، فالجامعات اولى من غيرها بمعالجة هذه الظاهرة وغيرها من الظواهر السلبية المنتشرة في اروقتها خاصة ظاهرة الاقلمية حيث نجد تجمعات الشباب الجامعي في حرم الجامعات على اساس المنابت والاصول فنجد ان كل مجموعة عرقية أقامت تجمعاً وأن الخلافات والمشاجرات تنطلق من هذه التجمعات وبسبب عدم الحكمة في التصرف وقت الازمات، فهذه المشاجرات تندلع بسب علاقات ما بين الشباب والفتيات وبعد ان تحولت الجامعات لدور عرض الازياء العالمية ، هذه الازياء التي تشاهدها في جامعاتنا للأسف الشديد ، قبل أن تشاهدها على المحطات المتخصصة بعرض الازياء او في الاسواق ، فهذه الجامعات تحولت ساحاتها للمباهاة بين الطلبة وعرض كل ما هو جديد في مجال الازياء والموضة والاتصالات وحاد الطلبة عن الهدف الاساسي الذي جاءوا للجامعة من اجله .
أن الواقع الحياتي والمعيشي للطلبة في الجامعات يبعث على الألم والحسرة وهو في تردي مستمر دون ان يلتفت القائمون على الجامعات لهذه القضايا الحساسة التي ما زالت تؤثر على بنية التعليم الجامعي واستمراره بمساره الصحيح الذي من المفروض ان يكون فيه ، فتعلم الاخلاق اولى من تعلم العلوم المادية وقد كان علماء المسلمين يبدأون بتعلم الاخلاق الحميدة قبل العلوم المادية والاولى بجامعاتنا ان تتبع هذا النهج وان يكون هناك مواد كمتطلبات جامعية في الاخلاق لعلنا نستطيع التخلص مما علق بالجامعات من سمعة رديئة ..