facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مثلما تكونوا يولى عليكم


أ. د. انيس الخصاونة
13-08-2017 02:25 AM

كتبنا قبل أيام مقالا بعنوان "الانتخابات المحلية والصراع بين الكفاءة والوجاهة" وقد تناولنا فيه أهمية الانتخابات المحلية وارتباطها الوثيق بالديمقراطية الحقيقية كونها تتصل بالقواعد الشعبية وخياراتها في اختيار من يقود العمل المحلي وإدارة شؤون البلديات والأقاليم. لم نكن نتوقع ردود أفعال متشنجة وعنيفة من بعض المترشحين أو أنصارهم ممن على ما يبدوا لم يحتملوا التحليل للوقائع والأساليب الممجوجة وربما اللاأخلاقية في استدرار عطف الناخبين أو التلاعب بعواطف الناس والتركيز على أبعاد ليس لها علاقة بالكفاءة والجدارة من أجل حشد الناس على أسس عصبية أو عشائرية أو جهوية من شأنها تمزيق النسيج الاجتماعي وإفساد علاقات الناس ببعضهم البعض ،ولعل الأهم من ذلك كله دفع الناس إلى الاصطفاف خلف بعض شخوص المترشحين للمواقع المحلية دون أدنى التفات أو اعتبار لقدراتهم وكفاءتهم المتآكلة. بعض المترشحين يكادون أن يكونوا أشباه أميين وشهاداتهم المدرسية والجامعية تحوم حول صحتها ومصادرها الشكوك تماما مثلما هي قدراتهم وخبراتهم الماضية.
بعض المترشحين تم تجريبهم واختبارهم في مواقع أخرى ، وتم انتخابهم سابقا من قبل ذات الناخبين لمواقع تشريعية متقدمة وقد خيبوا أمال ناخبيهم ولم يثبتوا أي حضور لا بالكلمة ولا بالفعل، فكيف يمكن أن نتصور ذات الناخبين يعيدون انتخاب من تم تجريبه ومن أثبت عدم كفاءته؟ يا ترى ما الذي يدفع ببعض الناخبين لإعادة انتخاب مثل هؤلاء المترشحين وارتكاب نفس الخطيئة مرة تلو أخرى مخالفين بذلك قول سيد البشرية "لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين" ... فكم مرة لدغنا وكم مرة خذلنا من ذات الإفرازات التي دفعنا بها إلى سدة المواقع القيادية للأسف بغير وجه حق؟.
الأصل في الناخبين أن يبنوا آراءهم ويكوّنوا مواقفهم بناء على تصوراتهم لمدى قدرة الناخب لا لمدى ارتباطهم باسم عشيرته، أو بكونه يشاركهم أفراحهم وأتراحهم فالمواقع المحلية تحتاج إلى من يفهم في الموازنات والميزانيات المالية التي تقدر بعشرات أو أحيان بمئات الملايين ، كما أن هذه المواقع تحتاج كثيرا لمن له خلفيات ومؤهلات هندسية أو قانونية حيث أن مجال عمل هذه الأجهزة يتطلب أن يتوفر للمسؤول الأول القدر الأدنى من الفهم الصحيح والعلمي في المخططات والتراخيص والموازنات والتنظيم والتنمية المحلية. وهنا لا بد من الاشارة إلى أن كون المترشح محترما ولطيفا لا يعني أنه مؤهلا لقيادة مؤسسات محلية ضخمة لديها موازنات مالية كبيرة جدا، وتحتوي عل كوادر بشرية إدارية وهندسية وقانونية تعد بالمئات. لا أعلم ما الذي يمكن أن يفعله هذا اللطف وتلك الكياسة في غياب الجدارة والقدرة على اتخاذ القرار؟
إن ما يشاع من قبل بعض المترشحين أو مؤازريهم من دعم مزعوم من الجهات عار عن الصحة حيث أن لا مصلحة للحكومة والدولة الأردنية في أن يكون زيدا أو عمرا رئيسا لبلدية كبرى في المملكة فهذه المواقع خدمية بطبيعتها وفنية في تكوينها فما هي منفعة الحكومة في أن ترتكب أخطاء الماضي عندما اعتادت تنصيب شخوص بعينهم في المواقع المتقدمة في الأجهزة الرسمية؟. نعتقد أن ظروف الأردن اختلفت ، وأن عيون الناس تراقب ،وأن من مصلحة الأجهزة الرسمية أن تكون جماهير الشعب راضية عن نواتج الانتخابات وأن إرادتهم تم تجسيدها في تولي الأفراد الذي تحصلوا على أكثر الأصوات .لم نعد نؤمن بأسطوانة "ليس المهم عدد الأصوات ولكن المهم من الذي يسيطر على الفرز" فهذه الاسطوانة قديمة وباليه ونعتقد أن من يشيع لها يسيء لمقاصد وجهود الدولة والهيئة المستقلة للانتخابات في إنجاز انتخابات محلية نزيهة.
أنتم أيها الناخبون يا من تدفعوا بمن يمثل إرادتكم وقناعاتكم إلى تبوأ أبرز المواقع على المستوى المحلي لا تلومون إلا أنفسكم إن استندتم في اختياراتكم إلى أسس غير الكفاءة والجدارة. بعض المترشحين يسعى إلى مصالحه الشخصية هو وليس إلى مصالح ناخبيه ، وهو قد يخدم عدد محدود من أنصاره الذين يروجون له ولكنه بالتأكيد لن يخدم عشرات الألوف من المواطنين في المدن والقرى والأرياف الأردنية. أفيقوا أيها الناخبون والناخبات واختاروا من تختاره عقولكم ووجدانكم لا من تختاره وشائجكم العصبية والعشائرية ..اختاروا من ينفع المؤسسة والمجتمع أكثر مما ينتفع هو شخصيا من الوظيفة والمجتمع ...اختاروا من يخدمكم أكثر ممن يسعى إلى أن تخدموه .. اختاروا أنتم من تريدون ولا تتركوا لغيركم ممن يدعون أنهم أسيادكم وزعماؤكم أن يختاروا لكم ..ومثلما تكونوا يولى عليكم.





  • 1 الدكتور معاذ خالد ابو رمان 13-08-2017 | 07:11 PM

    معلمي الفاضل برفسور انيس خصاونه اعتقد هذه المرحلة بحاجة الى قيادات اعلاميه تتمتع بديماغوجيه كبيره لتظليل الشعب بعيدا عن الكفيايه العلميه والخبرة وهذا ما سيدفعه الوطن في المستقبل لان الانحراف البسيط في إيجاد الحلول لهذا الوطن سوف تتسع مع مرور الزمن لتقاس الأمور بنتائجها


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :