بعد خروجه من الوزارة التي أمضى بها ثلاث سنوات ،قام وزير الصحة والرعاية الصحية والرياضة السويدي «جابرييل ويكستروم» بإعادة «الأقلام الجافّة» للدولة ، تلك الأقلام التي كانت بحوزته ويوقع بها على المعاملات ويجري بها التنقلات ويوافق بها على القرارات للخزينة ،حيث كتب الوزير قبل أسبوعين تغريدة على صفحته قال فيها: «أعدت أقلام الدولة للدولة، شكراً لثلاث سنوات حافلة بالأحداث لخدمة الحكومة». طبعاً للأقلام السويدية قصة غريبة ،حيث لا تستخدم أي هيئة حكومية أو وزارة سوى نوع واحد من الأقلام يحمل اسم «بالوجراف» إنتاج سويدي طبعاً..ويطبّق هذا التقليد – استخدام نوع محدد من الأقلام- منذ عام 1956 .
مع احترامي الشديد للسويد ونزاهة السويد وحكومة السويد ووزراء السويد الا أن هذا اسمه (تنطــّع)..ماذا يعني أن يعيد وزير أقلامه التي كان يستخدمها في عمله ،هذا شيء عادي ، اعرف وزيراً أردنياً أعاد «دبّوس مكبس» كان قد علق بحجلة بنطلونه بالغلط أثناء خروجه من الوزارة ،وفي صبيحة اليوم التالي أعاد «دبّوس المكبس» لدرج الوزير الجديد معتذراً عن الخطأ غير المقصود، ثم ذهب عمرة في عزّ الصيف ليكفّر عن خطيئة المكبس، وزير آخر ، أحضر طقم «مناشف» للوزارة بدلاً من ذلك الذي كان يستخدمه لأنه يخشى أن «وبرة من البشكير» تكون قد التصقت بذقنه الشريف وسقطت على الأرض وبالتالي يكون قد خسّر الدولة «وبرة بشكير» وجزء لا يذكر من المال العام...ومنذ ذلك الحين وكما تلاحظون أن الدولة لم تعد تطلب إقرار الذمة المالية عند استلام المنصب لرؤساء الوزراء والوزراء ومن هم بدرجتهم أولاً للثقة العالية بهم ثانياً لأن «المصاري وسخ أدين»..
ثم يأتي وزير سويدي يستعرض علينا نزاهته بإعادة «أقلام للدولة» الدولة..هذه «الأفلام» لم تعد تمشي علينا..نحن أكثر نزاهة وحرصاً وتقوى منكم ألف مرة..أعرف مسؤولاً أردنيا أعاد الأقلام الجافة وأغطيتها و»باكيتاتها» و»فعطاتها» الفاضية للدولة فور خروجه دون ان يثير ذلك بالإعلام..وقد سلّم «خمسين فعطة فاضية» بعد ان وقع على استملاك مزارع، ونقل أقارب الى مقرّ وزارته،وتعيين ابنه في الخارجية ،وتثبيت أبناء عشرات النواب في أماكن عملهم ، وإحالة عطاء على زوج ابنته، وتسهيل مهام ابنه في القطاع الخاص...وبعد أن سلّم الأقلام الجافّة للــ»الدولة»... ذهب ليصلّي في الصفّ الأول..
وغطيني يا كرمتي..
الراي