11 آب وشارع الثقافة .. من تاريخ الى اسم بلا تاريخ
د.بكر خازر المجالي
12-08-2017 11:34 AM
ذكرى 11 آب 1952 لا تنسى هي ذكرى جلوس المغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه على العرش ، واستمراره ملكا تحت الوصاية حتى يوم تسلم جلالته لسلطاته الدستورية في 2 أيار 1953 .
هذه الذكرى كنا نحتفي بها في عهد الراحل الملك الباني الحسين ،ولكنها تبقى حاضرة في الذهن، فهي من ايام الاردن التاريخية التي نعتز بها ونعتبرها لأنها دليل على مؤسسية هذه الدولة وعلى نظامها الثابت الراسخ ،وان الاردنيين دائما عند عهد الوفاء والاخلاص.
وما جعلني اعود بالذاكرة قليلا انه قبل سنوات كان شارع الثقافة الحالي في الشميساني يحمل اسم شارع 11 آب تيمنا لهذه الذكرى وترسيخا لها، ولكن حين كانت عمان عاصمة للثقافة العربية فقد تم اعادة تأهيل شارع 11 آب بمظلات وجلسات وجاليري معارض والتي نراها اليوم ،واستبدلت تسميته من 11 آب الى شارع الثقافة وهو الاسم الدارج الان .
لا اعرف اذا تمت تسمية شارع اخر باسم 11 آب، ولكن الفكرة اساسا ان الاسم لا يتم تغييره من قيمة تاريخية وطنية الى اسم عام ومصطلح هو الثقافة، ولكن العكس ممكن دائما، طالما اننا نستغل تسمية شوارعنا للتذكير ولتقدير شخصيات وطنية وشهداء ومناسبات تاريخية، وشارع الثقافة اليوم هو شارع سياحي ترويحي جميل، ولكن لا شيء ثقافيا فيه، وللوهلة الاولى فان التسمية تعني ان هذا الشارع فيه ما يشير الى تراث عرار والبدوي الملثم وحسني فريز وجميل النمري وتيسير سبول، ولكن هذا الشارع براء من كل هذا.
ربما يقودنا هذا الموضوع الى مراجعة موضوعية لكل التسميات لشوارعنا ولنجعل شوارعنا مصدر ثقافة، واشير الى ان بعض المدن العربية تضع التسميات وتحت الاسم لوحة تشرح عن هوية الاسم او المعركة او اي شيء يقدم معلومات مناسبة مفيدة، وكثيرا ما اتساءل عن بعض الاسماء لشوارعنا التي ارى غرابتها عن تاريخنا، واحيانا نراها نتيجة لحالات انفعالية وقتية دون التفكير بهدف أو قصد علمي موضوعي، واخرى نلمس ان بعض التسميات تأتي لأسباب جهوية وواسطة فتحمل بعض الشوارع اسماء اعتقد لو وضعنا اسم اي موظف مكانها لكان ذلك أجدى.
واعتقد أن هناك مسميات درجنا عليها لبعض الشوارع ثم تم تغييرها والاجدر فعلا بقاء الاسم القديم لأنه اصبح جزءا من هوية عمان ومن تراثها ووجهها.