لمصلحة مَن تحارب النماذج المشرقة؟
عمر عليمات
12-08-2017 02:38 AM
في منطقة تغوص في وحل النزاعات والصراعات وتتقاذفها أمواج الفقر والجهل، لم يعُد الصمت حكمة عندما تحارب النماذج الناجحة، فنحن في وقت أحوج ما نكون فيه إلى أي نموذج تنموي رائد نرى فيه شعاعاً من نور وسط هذه الظلمة الحالكة، والصمت هنا خطيئة، والخوف من تهمة الارتزاق الجاهزة لكل مدافع عن نجاح ليست مبرراً للنأي بالنفس والسكوت عن الحق.
شاهدت كما شاهد غيري برنامجاً يتحدث عن "إمارات الرعب"، يصور الإمارات العربية المتحدة باعتبارها دولة بوليسية لا تعرف إلا القمع، دولة شعارها الاستبداد والعنف، وبرغم قناعتي بأن ما حمله البرنامج لم ولن يؤثر في سمعة دولة لا تعرف إلا العمل واستشراف المستقبل منهجاً لها، إلا أن السؤال الذي يثيره مثل هذا البرنامج هو لمصلحة مَن تحارب النماذج المشرقة في منطقتنا؟، ولماذا يهاجم "الحلم الإماراتي" ويصور كابوساً يحبس الأنفاس وتضيق به الصدور؟، وهنا لست في وارد الدفاع عن الإمارات فهي لا تحتاج إلى من يدافع عنها، فما حققته وتحققه من إنجازات أبلغ رد على الافتراءات التي تخرج علينا من هنا وهناك.
"الحلم الإماراتي" نموذج يستحق التقدير، فالدولة ذات الأربعة عقود باتت اليوم حلماً للكفاءات من مختلف العالم، وملاذاً لملايين البشر الذين ينتمون لأكثر من 200 جنسية ذات لغات وثقافات وديانات مختلفة، يعيشون ويعملون، ويحققون أحلامهم في أرض الفرص، ففي الإمارات لكل مجتهد نصيب.
إن القول بأن الإمارات دولة قمع، هرطقة ما بعدها هرطقة، فالشمس لا تغطى بغربال، فكيف لدولة قمعية بوليسية أن تنافس الدول المتقدمة في العديد من المؤشرات التنموية؟، وكيف لها أن تكون في صدارة العالم لسنوات عديدة في مجال المساعدات الإنسانية؟، وقائمة التساؤلات تطول، فالدولة الفتية حققت ما عجزت عنه الدول التي تأسست وقامت قبل مئات السنين.
وكغيري ممن يعيشون في الإمارات تبهرني روح التحدي التي تميز الإنسان الإماراتي، ورغبته وإصراره على أن يبقى في المركز الأول، فهل هذه الروح هي نتاج قمع واستبداد؟!، وهل تصدّر العالم في العديد من المجالات نتاج قهر وظلم؟!.
الإمارات بلغة الأرقام والحقائق جاءت في المركز العاشر ضمن الدول الأكثر تنافسية على مستوى العالم، وحجزت المرتبة الأولى على صعيد الشرق الأوسط لسنوات طويلة، فهل هذه الإنجازات نتيجة عقول مسكونة بالخوف والقمع، أم نتاج عقول شعب وقيادة مسكونة بالتقدم والإنجاز وتحدي الواقع وتحويل التحديات إلى فرص؟!.
"إمارات الرعب" التي تحدث عنها البرنامج لا وجود لها إلا في العقلية المريضة التي أنتجته، وأقل ما يمكن قوله في هذا المجال، عيب أن يسقط الإعلام في مستنقع الافتراءات للنيل من نماذج عربية مشرقة تستحق التقدير.