فلسطين والشرق الأوسط" للسويدي هانس فوروهاجن
11-08-2017 02:18 PM
عمون - صدر حديثاً عن "الكتب خان" للنشر بالقاهرة، الترجمة العربية الأولى لكتاب "فلسطين والشرق الأوسط.. بين الكتاب المقدس وعلم الآثار"، للمؤرخ السويدي هانس فوروهاجن، وترجمه عن اللغة السويدية الكاتب والمترجم العراقي سمير طاهر.
وجاء الكتاب في 320 صفحة من القطع المتوسط، ويقول هانس فوروهاجن في مقدمته للكتاب، الذي استغرق العمل عليه خمس سنوات كاملة، وصدر باللغة السويدية سنة 2010: "لقد قرأنا وحللنا التاريخ اليوناني والروماني، ولكننا لم نحقق أبداً في التوراة كمصدر لعلم التاريخ، حيث تركنا ذلك للاهوتيين. وهذه هي الهوة في علم الآثار الكلاسيكي التي أحاول الآن أن أسدّها. غير أني أتمنى أن يوسع كتابي هذا من معرفة أولئك الذين كانوا يتوقعون "موت الدين"، والذين يكتشفون الآن، مندهشين، "عودة الدين" لدى كل من اليهود والمسيحيين والمسلمين على حد سواء".
قليلة هي الكتب التي توصف بأنها "دراسات تأريخية" في المكتبة العربية، من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب وتقديمه إلى المثقف العربي وضرورة قراءته، ليس فقط لأهمية وحداثة المعلومات التي يتضمنها، وإنما للمثال الذي يقدمه في البحث العلمي في التاريخ. فهي دراسة قيمة تعتمد، أولًا، على نتائج البحث العلمي المباشر بالدرجة الأولى، وثانيًا أنه جاء نتيجة خلاصة استعانة بعلوم عديدة، منها الأركيولوجي والإنثربولوجي والجيولوجي، إضافة إلى علم التشريح والعلوم الطبية الأخرى.
المحور الرئيسي للكتاب هو التضاد بين الإيمان والمعرفة، بين حكايات الكتاب المقدس ومكتشفات علماء الآثار، وكما ذكر المؤلف في مقدمته، فالكتاب بحث في القصص الدينية في ضوء نقد المصادر، وعنوانه الأصلي هو "الكتاب المقدس وعلماء الآثار"؛ لكن بما أن الشرق الأوسط هو المسرح الذي دارت فيه تلك القصص، فقد تطلب الأمر التنقيب في ماضي هذه المنطقة، وتتبّع دور الدين في السياسة والمجتمعات التي مرت بالمنطقة؛ الأمر الذي جعل من هذا العمل، إضافة إلى تخصصه الأصلي، كتابًا في تأريخ منطقة الشرق الأوسط. ومن الفصول التي يتضمنها الكتاب: الكتاب المقدس، العهد القديم، رواد علم الآثار، أرض الميعاد، الإسرائيليون، الفلسطينيون، داود وسليمان، هيكل أورشليم، حائط المبكى، لفائف البحر الميت، حركة يسوع، ومعركة أورشليم.
جدير بالذكر أن الكاتب السويدي هانس فوروهاجن باحث متخصص في التاريخ القديم. ولد سنة 1930 وحصل علي الليسانس في الثقافات والمجتمعات القديمة من جامعة "أوبسالا"، ثم عمل مدرسًا في معهد الثقافات القديمة في 1960، أنتج الكثير من البرامج العلمية حول تاريخ الحضارات والأديان، وأصدر 12 كتابًا في التاريخ القديم. حصل على الدكتوراة الفخرية في 1985، ومنحته الحكومة السويدية لقب "أستاذ" سنة 2009 تقديرًا لجهوده التثقيفية وكتاباته حول الثقافات والحضارات القديمة.