لتعرف ما في ايطاليا .. اعرف ما في البرازيل
اللواء المتقاعد مروان العمد
11-08-2017 03:54 AM
إذا اردت ان تعرف ماذا يحصل في ايطاليا فعليك ان تعرف ماذا يحصل في البرازيل.
هذه الجملة كان يكررها حسني البورظان (نهاد قلعي) في مسلسل صح النوم مع صديقه اللدود غوار الطوشة (دريد لحام)، وكان البورظان يمثل في هذا المسلسل دور صحفي يريد ان يكتب مقالاً بهذا الموضوع دون ان نعرف ما علاقة ايطاليا بالبرازيل وما هو الشيء المشترك بينهما، ولكن مقالب غوار الطوشة المتلاحقة به لم تكن تمكنه من تجاوز عنوان المقالة فينشغل عنها بمقالب غوار.
وعندما يعود لاستئناف كتابه مقاله كان غوار يعود لممارسه مقالبه عليه الى ان ينتهي المسلسل دون ان نعرف ماذا يحصل في ايطاليا ولا ماذا يحصل في البرازيل ودون ان يخط البورظان كلمه في مقاله العتيد.
ونحن الآن وعندما نحاول متابعه ما يحصل في بلادنا العربية وإذا ركزت اهتمامك في دولة منها لمتابعة اهم الاحداث فيها للكتابة عنها، تظهر لك احداث في دولة عربية أخرى تراها أكثر اهمية مما حصل في الدولة الاولى وتأخذ بمتابعة اخبار هذا الدولة الثانية لتكتب عنها فتقع حوادث في دولة ثالثة تلفت انتباهك وتأخذ في متابعتها. وتمضي الايام وانت تتنقل من دولة عربية الى دولة عربية أخرى تحاول ان تتابع اخبارها لا بل مآسيها ومصائبها وتحاول ان تحللها وتضع تصوراتك لما يمكن ان يحصل فيها فتجد ان ما يجري فيها عصي على الفهم والادراك فلا الاعداء اعداء ولا الاصدقاء اصدقاء ولا تعرف من يحارب من ومن يهادن من.
وفي كل ليلة اجلس لأتابع الاخبار وتقفز في ذهني فكرة مقالة عما يجري في دولة ما معتقدا أني ملكت ناصية المقال لأجد نفسي بعدها تائها من اين ابدأ والى اين انتهي فتهرب فكرة المقال من ذهني لانتقل الى دولة عربية أخرى ليتكرر معي نفس الموال. وتمضي الايام وانا مثل حسني البرزان لم اتمكن من ان اعرف ماذا حصل في هذا الدولة ولا ماذا سيحصل في الدولة الأخرى. مع فارق ان محاولات البورظان لمعرفة ماذا يجري في ايطاليا وماذا يجري في البرازيل قد انتهت مع انتهاء حلقات المسلسل الثلاثين.
ولكني انا لا زلت اتنقل من دولة عربية لأخرى منذ انطلاق الربيع العربي قبل ثماني سنوات، وحتى الآن وانا لا زلت لا عرف ما يجري هنا ولا ما ذا يجري هناك رغم الكم الهائل من الاحداث والمعلومات التي تتلاطم في ذهني.
ولا زلت لا اعرف متى سوف ينتهي مسلسل هذه الاحداث وهل سينتهي، وكيف؟