اليك .. وانت جزء من الروح .. ونبضات القلب
سهير بشناق
11-08-2017 02:20 AM
ليست ورقة كباقي الاوراق انها جزء من عمري وما العمر ان لم يكن يضم وجوها نحبها نتنفس الحياة من خلالها ندرك جيدا ان لا معنى لشيء بايامنا دونها .
ليست ورقة كباقي الاوراق انها محملة بوجودي .. بكياني .. باختياراتي .. بقدري .. باللحظة التي اصبحت فيها اما .. لتتهاوى امام هذه الكلمة بمعانيها وامام مسؤولياتها اي قيم اخرى ان كانت ليست بك وبوجودك بحياتي ..
صغيرة انت كنت .. في عيون الجميع طفلة كباقي الاطفال .. يولدون يوميا .. وحدي انا عندما كنت اراقبك وانت طفلة كنت مختلفة بعيوني .. كنت ارى الحياة من عيونك من حركاتك من لمستك لي وكأنك في كل مرة تقتربين مني اشتم بها رائحتك كنت تطلبين مني البقاء بجانبك .. لا اعلم اهي حاجة لي منك ام حاجتي انا لك .
كنت اعلم اني احلم بك ولاجلك لكن ما قيمة احلامي امام اختياراتك ... لطالما حلمت لاجلك بقلب ام وبعقل ام .. ترى الفرح من بين عيونك وتكتشف كل يوم انك الاغلى والانقى والاجمل بكل اقدارها بالحياة
لن اكون اليوم أما تروي لابنتها ماذا فعلت لاجلها فكل الامهات يروين قصصا وينسجن من تجاربهن ورحلتهن مع اطفالهن قصصا تحكى لهم عندما يودعون الطفولة .... فالامومة بطولة وانتصار امام تحديات وصعوبات ولحظات من القلق والخوف والترقب والاحلام .... بطولة قد تكون فصلا برواية طويلة في عيونكم او مسؤولية وواجباً تمرون من امامها بكلمات شكر وتقدير وتكملون حياتكم لانكم عاجزون عن فهم عمقها واحساسنا بكم واستغراقكم بالروح والقلب لتكونوا كياننا كله .
لن اكون اليوم اما تعيد لك حياتك السابقة .. تعيش معك اياما مضت لحظات كنت بها طفلة .. بكل تفاصيلها التي اعيشها انا اليوم وحدي ترفض ان تغادر مخيلتي ولو للحظة واحدة .. ايام كنت تهربين من سريرك تسرقين من ساعات الليل ساعة تتسللين بها الى حضني اداعب خصيلات شعرك واحضنك فاشعر بقيمة الحياة ...
ايامك الاولى بالمدرسة وبكائك وتعلقك بي كي لا اتركك تبداين اولى خطوات حياتك فتكبين انت واحترق انا تقعدين في مقعد صفك وابقى انا ساعات اراقبك من النافذة تارة امسح دموعي وتارة اخرى امنع ذاتي من ان اعود اليك احضنك وابقى بجانبك كي تبددين مخاوفك.
ايامك وانت تتعلمين كيف تكتبين فتمزقي اوراقك امامي تنثرينها واعود انا لالملمها فهي لي الكثير الكثير .... غاضبة انت لانك تخوضين مرحلة التعلم وكنت انا دوما خط دفاعك الاول لايامك القادمة اتحمل كل غضب طفولتك ورفضك وتمردك واسقيك من روحي وايامي ووجودي وكل قدرتي على الحب والعطاء لتكبري وتكبري وتكبر احلامي بك يوما بعد يوم فانت املي الوحيد بالحياة ورغباتي بان تحمل لي الايام قدرا اجمل بك ومن خلالك وكم هو عمق شعوري نحوك وحدها الام التي تدرك معنى الحب بارقى درجاته ... الحب الذي يتغلل بالروح يوما بعد يوم ياخذنا دوما الى مساحة كبيرة نجهل مصدرها لنغفر ونسامح ونصبر ونحب ونمنح كل ما نملك لاجل ان يبقى ذاك البريق الجميل يشع من عيونكم يمنحنا الرضا وكل ما نحتاجه من ايامنا .
وجودك بحياتي .... علمني الكثير علمني كيف يمكن ان اضعف مرات ومرات بيني وبين ذاتي انهزم كثيرا لكني لا املك سوى ان اعود لك ولاجلك .... علمني كيف يكون اصراري على ان ابقى بحياتك رغم قناعاتك بانك تستطيعين الوقوف بمفردك تواجهين عمرك لوحدك دون ان تكوني بحاجة لي ... وانا لا تعنيني قناعاتك لانك ستبقين دوما في مخيلتي تلك الطفلة التي وان كبرت عليها الا تغادر قلبي وتبدد بسنوات عمرها مخاوفي وقلقي وكيف لا وانت اسمك اردده مرات ومرات بدعواتي .... ملامح وجهك عنوان وجودي .... تفاصيل ايامك لا اقوى ان امر امامها دون ان تستوقفني .
ماذا املك اليوم انا .. وانت تصرين على مغادرتي .. تعاندي مشاعري وحبي وعمق مكانتك بقلبي
قضيت سنوات عمري كلها احلم بان اراك صبية .. صديقة ... حبيبة ... الاقرب الى الروح والوجدان .. تكبرين لتكوني الاقرب لي .. لا احتاج منك ان تعيدي لي سنوات عمري الماضية .. ولا ان تعيشي عمرك لي .... ولا ان تقضي ايامك تفكرين بي وباحتياجاتي وباحزاني وهمومي .
كل ما احتاجه منك اليوم ان لا تغادري ... ان لا ترحلي عن ايامي .. ان تكوني دوائي .... شفائي من قسوة الايام واقدار لم تمنحني ما اريد .... ان تكوني محطة لعزلتي من الايام .... ان لا تاخذك الحياة ومفهومك عن النضج والحرية لمكان اخر بعيد عني تكونين به انت كما تريدين ولا تدركين حجم حبي وخوفي عليكِ من الايام ومن نفوس البشر التي في كل مرة تقترب منك دون ان تقدر قيمتك وجمالك ونقاءك الداخلي تسرق مني عمري كله .
كبرتي بما يكفي لتدركي اشياء وقناعات اراها اليوم تاخذك من ذاتك ومني لاقف انا اليوم على عتبة الحياة استجدي منك ما تبقى لي من العمر .... رغبتي بان تكوني بمكان تحافظين فيه على نقاء روحك على ما تبقى من طفولتك , فالسنوات ليست سنوات ان لم تحمل لنا شيئ من الطفولة .... حب يحيا بقلوبنا لنتمكن من ان نرى تلك القلوب التي احبتنا ... تلك النفوس التي تعيش لاجلنا ... تلك العيون التي تغفو وهي تدمع خوفا وقلقا ومحبة ....
كبرتي ... وستكبرين عاما تلو الاخر .... وان كان لي وجود بالحياة وان كان لي نصيب ان احيا سنوات اخرى فرفقا بي وبقلبي وبعمري يا صغيرتي فالعمر لا يتحمل الموت مرتين مرة بقدره ومرة اخرى على يديك .....
الرأي