قائمة المشاهير .. أين الأدباء والمؤلفون والكتّاب؟
د. ايهاب عمرو
10-08-2017 02:49 AM
أصدرت مجلة "فوربس-الشرق الأوسط" الأميركية المعروفة لأول مرة قائمة تضم المشاهير في العالم العربي. وتصدر القائمة مطربون وممثلون وموسيقيون من دول عربية مختلفة. وتم إعداد القائمة المذكورة استنادا إلى عوامل مختلفة منها: مدى انتشار المشاهير في وسائل التواصل الاجتماعي، وعدد سنوات الشهرة، والمناصب التي حصل عليها الفنانون أثناء مسيرتهم. ومن هؤلاء المشاهير المطرب المصري عمرو دياب، والمطرب العراقي كاظم الساهر، والممثل المصري عادل إمام، والفنانة الإماراتية أحلام، والموزع الموسيقي حسن الشافعي، وغيرهم. وأشارت المجلة إلى أن عدد متابعي هؤلاء المشاهير على وسائل التواصل الاجتماعي تجاوز حاجز المليار متابع، أهمها "فيسبوك" الذي يعد أشهر وسيلة تواصل اجتماعي في العالم العربي حيث تجاوز حاجز 600 مليون متابع.
ومعلوم بالضرورة أن فيسبوك وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي ليس لها هوية فكرية واضحة المعالم ما ينبغي معه ترشيد استخدام تلك الوسائل في العالم العربي، خصوصاً بين الأجيال الشابة، كون أن تلك الوسائل، على أهميتها، لا تصلح لأن تشكل أساساً لبناء حضاري وعلمي وإنساني في المنطقة العربية.
ومع تأكيدنا على أهمية الفنون بكافة أنواعها وأشكالها في المجتمعات العربية والدور الحضاري الذي تلعبه في تشكيل الهوية الوطنية في تلك المجتمعات، إلا أنه لا بد من الإشارة في هذا السياق إلى أن خلو القائمة من أدباء ومفكرين وشعراء ومؤلفين في العالم العربي يجب أن يدق ناقوس الخطر، ويجب كذلك أن يثير التساؤلات حول الحال الذي وصلت له المنطقة العربية وأسباب التردي غير المسبوق الذي تعاني منه تلك المنطقة الغنية بالموارد الطبيعية؟. ومن خلال إجراء مقارنة بين قائمة المشاهير في العالم العربي ونظيرتها في العالم نجد أن قائمة المشاهير في العالم تضم في المراكز العشرة الأولى منها أسماء مؤلفين وكتّاب ومقدمي برامج ورياضيين، إضافة إلى فنانين، ما يظهر حجم الهوة التي تفصل بين الشرق والغرب من حيث النظرة إلى الأدب والثقافة والرياضة والفنون.
لذلك، يقع لزاماً على أصحاب القرار في المنطقة العربية إعادة توجيه البوصلة نحو تعزيز الاهتمام بالعلوم والأدب والثقافة، إضافة إلى الفنون، ما يضمن استثمارا أمثل للطاقات والقدرات والخبرات في العالم العربي دون انغلاقها على العالم الخارجي، على أن تتم العملية بشكل متوازن دون تهميش العامل المحلي على حساب الخارجي وبالعكس، ما يمكّن المنطقة العربية من اللحاق بركب التقدم العلمي، والتكنولوجي، والحضاري، والإنساني. ويشمل ذلك، من ضمن أمور أخرى، تعزيز ثقافة البحث العلمي من خلال دراسات وأبحاث ذات مدلولات عملية، وإعطاؤها آفاقاً لديناميكية جديدة، حتى يكون للبحث العلمي مدلولاته ومغزاه على صعيد الواقع التنموي المعاش في عموم المنطقة العربية.