الأردن الأقرب للحقيقة
النائب الاسبق م.سليم البطاينة
10-08-2017 01:03 AM
الجحود ونكران الجميل لا مكان لهما مع طبيعتنا الانسانية المستقيمة والتي تحب من احسن اليها! وتتوقف عند من اساء اليها, ومن الصعب جداً ان يكون ناكر الجميل والمعروف إنساناً سوياً في نفسه او مستقيماً في سلوكه وشخصيته, وهو الامر الذي ينعكس بالدرجة الاولى على ذاته وشخصيته وعلاقاته مع الناس ، فيتركه الناس ويبتعدون عنه بعد اكتشافهم حقيقة مرضه الدفين في نفسه،وتلك هي نماذج عديدة نراها كل يوم ونسمع عنها٠
الجميع يعلم بأننا لسنا الأفضل بين الدول ولم نكن المثاليين، في الاردن الدولة الأقرب الى الحقيقة والصواب، ونحن نعلم اننا بمحيط إقليمي عاصف ولدينا أزمات داخلية ولكنها ستحل بالحوار، ولن نسمح لأي كان ان يحتكر الحقيقة والوطنية لنفسه ويصادر حقوق الآخرين في التعبير عن آرائهم.
منذُ الثورة العربية الكبرى وحتى يومنا هذا لم يكن الهاشميون الا اصحاب رسالة كبرى بإرساء الامن والامان والاطمئنان لشعبهم، ولم يكونوا ظالمين او مستبدين ولم يسجل على ملك منهم الحقد او الانتقام،وكانوا على الدوام عنوانهم الأكبر صفحات بيضاء في التسامح، متجددة ومفتوحة ، فعلى الجاحدين وناكري الجميل قراءتها بتمعن ليدركوا بان تسامح الملك نابع من قوة كبيرة تكشف ضعفهم. ومن تطاول على الملك او تجاوز حدوده لم يسفك دمه، ولم يدخل زنازين ظلماء او اختفت اثاره ، ولم يعدم بتاريخ الاردن معارض سياسي او صاحب رأي، وسجوننا تخلوا من اي مسجون نتيجة رأيه المخالف للدولة او النظام.
تجربة فريدة في الحكم وانموذج يلفت أنظار العالم في علاقة الملك وشعبه، وتجربة في الاعتدال والحكمة، ومظلة كبيرة تتسع الجميع، واصحاب اجندات خاصة وفكر ضيق مبني على المصلحة الخاصة والشخصية ولم يحاولوا حتى الارتقاء الى مستوى الاحترام،واستغلوا تسامح النظام النابع من القوة والثقة، ولم يعرفوا ما هي لغة الحوار البناء، وجميع مراهناتهم باءت بالفشل.
اساءات كثيرة صدرت من هؤلاء الجاحدين وناكري المعروف بحق الاردن وشعبه وقيادته الا ان التسامح والعفو المعزز بالارادة القائمة على حب الاردن كان هو الرد والعنوان، وبات الجميع يعرف ان هؤلاء الحاقدين يستهدفون أمن وسلامة الوطن. وليس هنالك اصعب من نكران الجميل وعض اليد التي امتدت لهم ، لان الجاحد لا يزيده الأحسان والمعروف الا تمردا لانه لا يقرأ بلسانه ولا يقر بما في قلبه من الصنائع التي أسديت له سواء من الله عز وجل او من أحد من الخلق، وآن الاوان أن تقوم الدولة بالتقييم وان لا تبقى واقعة في مصيدة الخذلان لمن أسدي له معروفاً حتى لا نقع في مصيدة خذلانه وإنكاره لجميع ما يتمتع به وتمتع به سابقاً من الخيرات، وللحديث بقية.الرأي