ملك الأردن في دولة فلسطين
د. تيسير المشارقة
09-08-2017 08:55 PM
زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين لرام الله ومقابلته القيادة الفلسطينية من الزيارات التاريخية لفلسطين.
والقيادة هناك في رام الله كانت قد وضعت الوصاية الدينية على المقدسات الإسلامية والمسيحية بيد الهاشميين والأردن.
ما قامت به الأردن من أجل فك الحصار عن المقدسات كبير ومهم. الشيخ عكرمة صبري (مفتي القدس والديار الفلسطينية) والمطران عطاالله حنا (رئيس أساقفة فلسطين ) يحضران إلى الأردن بضيافة الأردنيين ، لتجديد البيعة للملك والهاشميين.
ما قام به سيادة الرئيس محمود عباس بوضع الوصاية الدينية بيد جلالة الملك .. هو تعريب للقضية بعد فلسطنتها في زمن الرئيس الراحل ياسر عرفات.
ما نريد إضافته هنا ، ان أي تشويه لصورة القيادة الفلسطينية مرفوض فلسطينياً، وقذف الرئيس محمود عباس بتهم كثيرة(بأنه بهائي ، وتكفيره واتهامه بشرب الخمر بالرغم من صلواته التي نراها متلفزة، وأنه ينسق أمنيا مع العدو وقد فعل ذلك من قبله ياسر عرفات) إن هذا الكلام الأعوج يخدم الإحتلال العدو لفلسطين والعرب.
صحيح أن الفلسطينيين تحت الإحتلال ضعفاء ولا شكيمة لهم وقيادتهم السابقة كانت ضعيفة ومحاصرة إسرائيليا وعربياً،وتم تسميمها وقتلها بعد طول حصار، تماما كما هي القيادة الحالية متهمة في شرفها الوطني والأمني والأخلاقي .. من أطراف فلسطينية وعربية وبدعم (أي عملية الإضعاف هذه) من الكيان الإحتلالي الذي يستفيد من انحطاط الواقع ..
لكن هبّه العرب الفلسطينيين لنجده أقصاهم (أولى القبلتين ومسرى الرسول محمد "ص") وتحقيقهم انتصاراً في هذه المعركة ووقوف القيادة الفلسطينية وقفة حاسمة وحازمة وضعت الأمور في نصابها والقمت الحجارة لكل المتهمين لها بالتقصير أو التقاعس.. هذا كله ينبغي أن يكون عبرة لمن اعتبر من الأعدقاء والمرتزقة والمتطاولين على الشعب الفلسطيني وقيادته.
أخيرا، الاعتداء اللفظي على القيادة الفلسطينية الحالية، هو اعتداء على هيبة "مؤسسة القيادة الفلسطينية" وقيادة هذا الشعب العظيم. وعندما تزداد الأزمة عمقاً، والسفينة تكون في حالة غرق، نجد الفارين منها يهرولون في كافة الاتجاهات نحو إسرائيل ونحو قيادة الإنقلاب الإخوانية في قطاع غزة.. ونحو أنظمة غير عربية كبلاد فارس وتركيا وأميركا وغيرها.
لهذا، لا بد من التأكيد على عمق العلاقة الأردنية الفلسطينية، وينبغي التأكيد على أن القيادة الوطنية على أرض فلسطين ما زالت على العهد، لا تفرط، وهي على وفاق مع القيادة الهاشمية الأردنية. والأردن أيضاً بلد العهد والرباط .. وما زال الأردنيون والقيادة ممثلة بمؤسسة الملك تحافظ على نهجها وموقفها الثابت بأن بناء الدولة الفلسطينية الوطنية المستقلة على أرض فلسطين الإنتدابية والتاريخية هو مصلحة وطنية أردنية عليا ومن ثوابت السياسة الأردنية.
إن أي خيارات بديلة، وأي تصريحات عنصرية إسرائيلية صهيونية احتلالية باعتبار الأردن هو دولة فلسطين.. هي خيارات وتصريحات بغيضة وقذرة مرفوضة ولا يمكن السكوت عليها. فحق العودة للفلسطينيين هو إلى بلدهم وترابهم الوطني ودولتهم المعترف بها دوليا ،، وهذا الحق تكفله الشرعية الدولية ممثلة بالأمم المتحدة.
زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم إلى أرض دولة فلسطين ومقابلة الرئيس محمود عباس هو الرد الأكبر والعظيم على عمق العلاقات بين فلسطين والأردن.