في شهر آذار من عام 2015 كان الإعلان عن انشاء جمعيه جماعه الاخوان المسلمين ،وهي العمليه التي اعتبرها قاده الجمعيه تصويبا لإوضاع الجماعه القانونيه ،وساند هذا الفهم التعامل الرسمي الذي اعتبر جماعه الاخوان غير قانونيه واغلق مقراتها ،وكان هذا جزءا من نظره الدوله للجماعه التي اخطأت الحسابات والتقديرات في فتره مايسمى الربيع العربي .
قبل ايام أقامت الجماعه المرخصه ملتقى داخلي شارك فيه نسبه كبيره من الأعضاء ،واستضاف الملتقى عددا من الشخصيات من خارج الجماعه لمنافسه واقع الجماعه في بعض المجالات ،وكان الملتقى نوعا من التقييم الذاتي للفتره الماضيه من عمر الجماعه ،وقيل في الجلسات كلاما مباشرا وصريحا في التقييم ،وقيل ايضا كلام حمل رسائل للجهات الرسميه ،ولعلي هنا أسجل الملاحظات التاليه :-
1- ان الجماعه المرخصه وخلال اكثر من عامين من ترخيصها أنفقت جزءا كبيرا من جهدها ووقتها في الدفاع عن نفسها امام سيل الاتهامات والهجوم الذي شنته الجماعه غير القانونيه وبخاصه على مواقع التواصل ،وهذا الامر استنزف قيادتها وأعضاءها وجعلهم شبه متفرغين لرد الهجوم او الهجوم المضاد ،وحتى اليوم مازالت هذه القضيه تسيطر على جزء ليس قليل من اهتمام أعضاء الجماعه وقيادتها .
2- وعندما تستمع الى الحوارات الداخليه للجماعه المرخصه تسمع أصواتا لاتخلو من الاحباط من تعامل الجهات الرسميه مع الجماعه غير المرخصه التي مازالت تعمل مخالفه للقوانين كما تقول اجواء الاخوان المرخصين وتقيم المسيرات ومهرجانات الانتخابات باسم الجماعه في بعض المدن ،ويصاحب الاحباط مخاوف لدى الجماعه المرخصه من ان تكون الدوله ورغم ماقامت به من إجراءات ليست راغبه في استمرار وتيره التعامل القانوني الحازم مع الجماعه غير المرخصه .
3- ولعل هذا الاحباط يعود الى عام مضى عندما كانت الانتخابات النيابيه التي حصلت فيها الجماعه غير المرخصه على مقاعد في البرلمان ،ورغم انها خاضت الانتخابات باسم حزب الجبهه المرخص الا ان الجماعه غير المرخصه ترى فيما جرى نوعا من التراخي مع الجماعه غير المرخصه .
4- ولعل اجواء جلسات الملتقى الداخلي للجماعه المرخصه حملت نقدا مباشرا لها على حضورها الضعيف في الشأن العام ،وشبه الغياب وعدم تشكيل حاله حاضره الا من خلال نشاطات معدوده او بيانات ربما لم تجد من يقرأها ،وانه رغم قصر الفتره التي تفصلنا عن التأسيس الا ان خبره القيادات التي تقود الجماعه المرخصه كبيره ،وأعضاءها كانوا من اصحاب الحضور في عمل الاخوان في عقود سابقه ،لكن الديناميكية ليست كما يجب والركون الى تنظيم الامور الداخليه استنزف وقتا طويلا فضلا عن خوض معركه الرد على الاتهامات .
5-وفِي داخل اجواء الجماعه المرخصه تسمع من البعض تساؤلات تحتاج الى اجابه حول استراتيجيه الدوله في التعامل مع "الاخوان " باشكالهم وتشكيلاتهم المرخصه وغير المرخصه ،وهناك من يخشى ان لايكون الموقف الحالي الذي يصنف الجماعه بانها غير قانونيه موقف قابل للاستمرار .
6-واذا كان ماسبق جزء مما يمكن ان يسمعه من يقترب من اجواء الجماعه المرخصه فان عليهم ان يتوقفوا طويلا عند الأصوات الناصحه لهم التي تريد لهذا المشروع ان يأخذ مداه بغض النظر عن مسار الجماعه غير المرخصه ،هذه الأصوات التي ترى ان على الجماعه المرخصه ان تتواجد في العمل العام وان لاتضيع المواسم السياسيه مثل الانتخابات النيابيه والبلديه واللامركزية ،وان تقترب من الناس وتصنع لنفسها صوره وتعبر عن ذاتها مستفيده من خبرات قياداتها وأعضاءها .
وأخيرا فان ذهاب الجماعه الى عقد ملتقيات للتقييم أداءها السياسي والاعلامي وغيرها من المجالات خطوه ايجابيه ،فاي حزب او تنظيم لن يتوقف عنده الناس ولاحتى الجهات المسؤله ان غاب عن الحضور او افتقد الى الادوات ،فمن يقدم نفسه ويفرض حضوره سيجد من يدخله في المعادله العامه ومن غاب تحول الى تراث وتاريخ .