قال جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه، خلال لقائه رئيس مجلس النواب واعضاء المجلس الدائم ورؤساء اللجان النيابية، يوم الاحد الموافق 6 آب 2017 بأن على الجميع ان ينظر الى الاردن "كعشيرة واحدة فالأردن عشيرتي "وهذه اشارة واضحة بأن جميع من هو داخل المملكة الاردنية الهاشمية ويعيش على ترابها ويأكل من خيراتها وينتمي لها، سواءً في داخل الاردن او خارجه هو ابن الاردن ويجب ان يعمل من اجل الاردن، وليس لمصلحته الشخصية او لأي جهة مهما كانت، نعم لمكافحة ومحاربة الفساد، ولا للواسطة و المحسوبية.
كل شخص في الاردن يجب ان يكون ولائه لقيادته الهاشمية، وانتمائه الى هذا الوطن، الذي له الحق على كل من ينتمي له ان يدافع عنه ويضحي من اجله، علما بأن الاردن محدود المساحة الجغرافية وحدوده ملتهبة مع دول الجوار ، ولكننا في الاردن بالرغم من قله الامكانيات وتجيير الاعمال الايجابية للغير من قبل البعض.
ننعم بنعمة الامن والاستقرار، سواء الفكري والامني والمعنوي وغيرها من انواع الامن، قياسا مع بعض الدول التي تمتلك الإمكانيات والموارد المتعددة، ولكنها لا تنعم بالأمن. كونها لم تستطع تحويل امكانياتها ومواردها الى قدرات، لكي ينعم بها المواطن، ولم يعطى مواطنها حرية في الفكر والراي، بل هو محاسب على كل كلمة يلفظها او رأي يدافع عنه.
ونحن في المملكة الاردنية الهاشمية، استطاع جلالته ان يضع هذا البلد محدود المساحة والامكانيات وشحيح الموارد على خارطة العالم، في الفكر والسياسة والامن. لذلك المطلوب منا كمواطنين ومن كل شخص ينتمي الى تراب الاردن ويأكل من خيراته ويشرب من مياهه، ان يعتز بهذا البلد وهذه العشيرة ويعمل بأمانه واخلاص ويدافع عنها في كل موقع وبكل ثقة. وان يسعى ويساهم في تحقيق الامن، معتز بهذه العشيرة القوية ويعمل لأجلها تحت ضل شيخ العشيرة وقائدها جلالة الملك عبدالله الثاني ــ حفظة الله ورعاه.
وحينما ننظر حولنا نرى في بعض الدول كيف يفرض الرأي فرضاً، وليس هناك مجال للإبداع وطرح الراي بكل حرية من قبل المواطنين، وبعض الدول ينفذ رأي الشخص الواحد ما يعني الاحادية في التفكير والرأي، ولا هناك مجال لمشاركة المواطن في صياغه وصناعه القرار او ان يفكر في ذلك، بل يُقمع المواطن ويُقتل ويُغتال بسبب رأيه ، وفي عشيرتنا الاردن، طلب جلالته في جميع اوراقه النقاشية وتوجيهاته، بضرورة اشراك المواطن في صياغه وصناعة القرار. واصراره على محاربة الواسطة والمحسوبية ومحاربة الفساد بجميع أنواعه.
و هناك دوائر مختصة استحدثت لمحاربة ومكافحة ذلك . واصراره على تحقيق سيادة القانون وتطوير القضاء. وهو الذي يرسم الخطط الاستراتيجية مبيناً فيها الرؤيا، سوى في المجال السياسي او الاقتصادي او الامني او الاجتماعي والتي يسعى لتحقيقها لهذه العشيرة.
ويحدد الرسالة والاهداف بموجب علم ودراسة مستفيضه، شاملة للبيئة الداخلية، وما تحوي من نقاط ضعف يجب تلافيها ونقاط قوة يجب تعزيزها ، والبيئة الخارجية بما تحوي كذلك من فرص يجب استغلالها وتهديدات يجب العمل على تجاوزها، طارحا الخيارات والبدائل لكل خطة، مبين اسلوب التنفيذ وضرورة التقييم لجميع المراحل، وتوجيه ادوات وسائل الرقابة لمراقبة سير الخطط، وفتح المجال امام المواطن ووسائل الاعلام لتقييم ومراقبة ذلك .
وهذا العمل لم يطرح من قبل اي رئيس دولة في العالم بأن يطلب من مواطنيه المشاركة في التخطيط الاستراتيجي وصياغة وصناعة القرار الاستراتيجي، وكذلك لم يوجد اي رئيس دولة في العالم يرسم الخطط الاستراتيجية ويضع مراحلها ويراقب تنفيذها .
لذلك يُطلب من الجميع ان ينظر الى الاردن كعشيرة واحدة، وهذا ما يعزز الاخوة بين المواطنين، وابن العشيرة هو الذي ينظر بمنظاره الواسع ويسعى الى العمل بإخلاص لرفعة عشيرته الاردن بغض النظر عن موقعه، وبدون مناكفات واغتيال الشخصيات التي تعمل من اجل الاردن ، والذين يعملون من اجل هذه العشيرة الكبيرة ففيها يكرم الانسان لعمله واجتهاده وليس لأي اعتبارات اخرى .
وفي النهاية: حمى الله هذا البلد المبارك قيادةً وشعباً وارضاً من كل مكروه، ارض الحشد والرباط، وحمى الله جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين. الذي يواصل العمل في الليل والنهار. همه الاردن والشعب الاردني، ويسعى لرفعة الاردن. وهو الذي يخطط لمصلحة الوطن ويتابع باستمرار انجاز الخطط التي وضعها من اجل رفعة الاردن، فما علينا كمواطنين الا ان نتقي الله ونعمل لمصلحة الاردن ونحارب الجهوية والواسطة والمحسوبية، ونكافح الفساد بشتى انواعه المادي والمعنوي والفكري والاداري. والا نعمل بجهوية لكسب السمعة وتحقيق مصالحنا الفردية الضيقة، بل نعمل من اجل الاردن فهو عشيرتنا جميعا فيجب ان يكون ولائنا لقيادته الهاشمية وانتمائنا الى ترابه.
الدكتور مفلح الزيدانين: دكتوراه في التخطيط الاستراتيجي وادارة الموارد البشرية
mfz_1961@yahoo.com