جميلة هي اللحظات التي يتم فيها الاحتفاء بالإبداع والمبدعين ، وبما أن هذه اللحظات كلقطات قليلة وسريعة ولازمة ، سأحاول أن أقبض على بعض من جمالياتها ، في فيلم " هروب اضطراري " فتحي عبد الوهاب حالة من القلق الإبداعي يأخذك من خلال ذوقه الفني لتلبية نداء شغف داخلي حيث يبحث عن شفافية خاصة وفق رؤية تحافظ على الموضوع بعناية فائقة تنعكس عبر شخصية "الضابط عصام " شخصية حاضرة بكل ثقلها لرسم ملامح وعلامات الخريطة البصرية للفيلم بل كان العمود الفقري للفيلم مما خلق نوعا من التفاعل الوجداني فلامس الجانب الروحي في المتلقي حيث ساهم مما صدر عنه من أفعال وحركات وحوار في بناء إيقاع الفيلم وأن ينسج ثوبه الرمزي والجمالي بشكل مذهل وعلية لعب دورا أساسيا في بلورة التسلسل البصري والدرامي للفيلم خلف العنف تكمن نظرة رومانتيكية بل ومثالية تحلم بإنسان جديد يحارب الجشع وهو الذي ينقل الأحداث والتحولات من العمق من خلال عيون تراقب وتتألم ويشعر بعمق هذا الفنان الذى يبدو بسيطا ولكنة ليس كذلك ممثل يتقن ادواته الفنية من خلال لعبة السرد الماكرة إنه مرن جداً، لديه قدرة على تقمص السن عدة في الوقت ذاته وضمن النص الواحد فهو بارع وذكي وثاقب فنان من طراز رفيع يستحق القراءة والجدل لدية حساسية عالية في التقاط التفاصيل تكاد تلمسها من فرط دقة وصفها واستحضارها ، ويستدعي الخيال والواقع كيفما أراد ورسم المشاهد مثل اللوحة المصورة ولدية قدرة على اختيار الشخصية لتكون شاملة وانسانية يختزن العالم في جوفة وهنا يكمن سحر الفن , الفن هو فضاء الخيال، وفرصة التجلي، ولا يمكن أن يعد عملا ما فنيا بشكل حقيقي إن لم يجعلك تسافر لعوالم مدهشة جديدة وتختبر قدرتك على التأمل في قصة مثيرة،الأمر الذى يجعل منجزة مثيرا للجدل والاحترام النجم والفنان فتحي عبد الوهاب أثبت أن هناك أعمالا مؤثرة وأن الكثير يعتبر نفسه نجما ظانا بأن الأمر مرتبط بالانتشار !!لكن الأهم الإيديولوجيا والابداع التي يستند عليها النجم فالانتشار مجرد نتيجة... النجم فتحي عبد الوهاب انت مدرسة أدائية تستحق عن جدارة ان تكون النجم المتميز والمبدع والمدهش في فيلم " هروب اضطراري ".