مباراة الفيصلي الاردني والترجي التونسي
اللواء المتقاعد مروان العمد
08-08-2017 05:17 PM
تعقيب على التعقيبات التي تلت مباراة الفيصلي الاردني والترجي التونسي في الإسكندرية، لقد سبق وان عقبت على هذا الموضوع وقلت من جملة ما قلت انه ما كان على إداريي ولاعبي ومشجعي الفيصلي ان يتصرفوا بمثل هذا التصرف حتى لو تعرضوا للظلم او الخطأ التحكيمي. وأعقب اليوم واقول ان الخطأ الوحيد الذي شاهدته في المباراة هو دخول الهدف ولاعبو فريق الترجي في حالة تسلل بمسافات قصيره، وهذا يحصل كثيراً في المباريات ومنها في بطولات دولية وربما يكون بعضها مقصوداً ويثير احتجاج اللاعبين، ولكن مع صافرة النهاية ينتهي كل شيء ويقوم اللاعبون بالمصافحة فيما بينهم ثم مصافحة الحكام. وان الاعتراض على قرارات الحكام امر غير جائز ومن حق الحكام ايقاع العقوبات على المعترضين بما فيه طردهم من الملعب. وحتى لو كان الحكم قد ارتكب اخطاء مقصودة او غير مقصودة فلا يجوز الاعتراض على قراراته بشدة. كما أن نتيجة المباراة لا يمكن تغييرها ولا اعادة المباراة ولا الغاء قسم منها مهما كان الخطأ واضحاً وكل ما يمكن ان يحصل هو ايقاع عقوبة على الحكم من قبل لجنة الحكام والتي قد تشمل الايقاف لفترات محددة وقد يمتد الإيقاف لمدى الحياة.
الا ان الاعتداء على الحكام واعمال التخريب والشغب هي امر غير جائز نهائياً مهما كانت الاسباب ويعرض مرتكبيه لأشد العقوبات . وربما لتدخل الامن واستعمال القوة والتوقيف للسيطرة على الوضع.
ان الهدف غير الشرعي الذي اصاب مرمى الفيصلي حصل في الشوط الاضافي الاول من المباراة. وان قيام اداريي الفيصلي ولاعبيه بالاعتداء على الحكم كان في هذا الشوط وان التعليمات كانت توجب على الحكم في مثل هذه الحالات ايقاف اللعب والغاء المباراة واعتبار الفيصلي خاسراً ثلاثة صفر. الا ان الحكم لم يفعل ذلك واستمرت المباراة حتى نهايتها وكان بإمكان الفيصلي ان يحقق التعادل مجدداً او حتى ان يحقق الفوز، وقد اتيحت له عده فرص لذلك، وان الحكم إذا تعرض لعقوبات فأنه سيتعرض لها لأنه لم يفعل ذلك.
كما ان موضوع اصابه لاعبنا قبل احراز الترجي الهدف فقد شاهد الجميع كيف انه بعد ذلك قد نهض عن الارض وقام بالجري . وهذا امر عادي ويحصل في الملاعب بهدف كسب الوقت وتخفيف حماس واندفاع الفريق الثاني وكثيراً ما لا يلتفت الحكم الى ذلك اذا كانت لديه قناعات ان اللاعب يبالغ في اظهار اصابته .
انا لا ادافع عن الحكم وطاقم التحكيم واقول انه ارتكب العديد من الاخطاء ولكن كان منها ما هو لصالحنا واهمها بعد تعرضه للضرب .
ولكن كل هذا ليس مهماً ففي عالم المستديرة وعلى ارض الملعب كل شيء وارد ويمكن ان يحصل.
ولكن الذي اثار استغرابي هو انحراف بعض من علق على احداث المباراة الى مهاجمه الشعب المصري والعمالة المصرية والتحريض عليهما. بل ان البعض قد سيس الحادثة ووجدها وسيله للطعن في نظام الحكم في مصر لتسديد حسابات خاصه معه ليس هذا اوانها ولا مكانها بالرغم من الموقف من النظام. ثم ما علاقة النظام بحكم مرتشي إذا حصل ذلك.
لمصلحه من ايقاع الخلاف بين الشعب المصري والشعب الاردني بالرغم من ان الكثيرين من المصريين ناصروا الفيصلي وتعرضوا بالنقد لحكمهم .
تذكرني هذه الحادثة بما حصل في مباراة جرت بالخرطوم عام ٢٠٠٩ ما بين منتخبي مصر والجزائر ضمن تصفيات الدول الإفريقية لبطولة العالم عام ٢٠١٠ حيث حدثت مناوشات بين الجماهير قبل وبعد المباراة قام الامن السوداني على اثرها بالتدخل لفضها وتم ايقاف عدد من المشجعين المصريين . وقد قام كل من نجلي الرئيس السابق جمال وعلاء بالتحدث للأعلام والادعاء بتعرضهم والجماهير المصرية الى هجوم مرتب مسبقاً من الجماهير السودانية الذين كانوا قد احضروا السيوف والسكاكين والشوم مسبقاً وهاجموهم فيها امام اعين الامن السوداني. وقد اُجريت عده مقابلات مع الجماهير المصرية أكدوا فيها تعرضهم للهجوم بأسلحة حاده من قبل الجماهير السودانية. ثم اُجريت على نفس المحطة مقابله مع أحد الاطباء الذي أكد انه توجد اصابات بين المشجعين المصريين ولكنها جميعها عباره عن رضوض خفيفة ليس بينها اي جروح قطعيه بأية آلة حاده مما ادى الى انهيار رواية أبني الرئيس ولكن مع بقاء الازمه الدبلوماسية بين الدول الثلاث وشعوبهم لفتره طويله من الوقت
اننا في الاردن لا يكاد يمر موسم كروي الا وتتكرر فيه مثل هذه الاحداث واعمال الشغب والتخريب مما يؤدي الى تدخل الشرطة والدرك وتفريق المتواجدين بالقوة وتوقيف بعضهم. فلنعتبر ما حدث في الإسكندرية من قبيل هذه الاحداث. ولنطوي هذه الصفحة نهائيا ولنقول للفيصلي حظ اوفر في المرات القادمة ولنتمنى ان يتم تجنيبه العقوبات القاسية
لقد احسن اتحاد كره القدم الاردني الذي اصدر بياناً يوم امس وجه فيه الشكر للاتحاد العربي لكرة القدم بقيادة الامير تركي آل سعود لإعادة الحياة لهذه البطولة وتقدم بالتهنئة لأسرة النادي الفيصلي على الانجاز الذي حققه بهذه البطولة وادان اعمال الفوضى التي تخللت المباراة واعقبتها وطالب باستمرار التحقيق بها للوقوف على كل تفاصيلها وتداعياتها كما تقدم بالشكر لنظيره المصري على حسن التنظيم وحفاوة الاستقبال والتسهيلات المثالية التي قدمت للجماهير من اجل مؤازرة فرقها . لعل ذلك البيان يخفف من حالة الاحتقان التي تبعت المباراة ومن العقوبات التي يمكن ان توقع على النادي الفيصلي. ولنغلق آذاننا عن اصوات نافخي قرب ومزامير الفتنة والخلاف لأي سبب من الأسباب.