الذين قاطعوا انتخابات معينة ترشحاً أو تصويتاً ، مجموعات كانوا أم افراداً ، هم ذاتهم الذين شاركوا في انتخابات لاحقة.
الكل يدعي أنه يريد الإصلاح ، لكنهم قلّة أولئك الذين يعملون من اجل تحقيق الاصلاح.
هناك من عليه أن يعمل يومياً و كل ساعة من أجل صالح الوطن ، بحسب وظيفته او موقعه، و هناك من عليه أن يعمل ساعةً واحدة كل أربع سنوات من أجل أن يتحقق الإصلاح العام الشامل و ذلك هو الانتخاب و الادلاء بالصوت الانتخابي، و لا يعني هذا انه في باقي الاوقات يجوز أن لا يعمل المواطن و لكن هذا هو مقدار المسؤولية العامة عليه لتحقيق الاصلاح الشامل، و كلٌ تترتب عليه المسؤولية و حجمها حسب طبيعة دوره الرسمي و الشخصي و الاجتماعي او وظيفته.
أحد أكبر الاخطاء التي ترتكبها المؤسسات المعنية بالانتخابات هو عندما تنشغل باحتساب نسبة عدم المشاركة و تبرير نسبة المشاركة في الانتخابات. هذا الانشغال بالنسب و الدفاع عنها او الفخر بها او الخجل منها زاد من سلبية مواقف الناخبين ، لا أحد ممنوع من أن يذهب و يدلي بصوته ، فلماذا الانشغال بمن لا يقوم بواجبه الوطني ؟
ارتفاع نسبة المشاركة هو الذي يساهم في الاصلاح و تحسين الاوضاع العامة ، و سلبية الموقف الانتخابي هي التي تعيق الاصلاح.
ان المشاركة أو عدم المشاركة بالانتخاب هو حق شخصي لكل ناخب ، لكن عدم المشاركة بالتصويت هو تقصير و حالة سلبية ما لم يكن هناك عذر كالمرض او السفر و غيرها.
و الأسوأ من عدم المشاركة بالتصويت هو استغلال نسبة عدم المشاركة و الاستدلال بها من أجل توجيه النقد.
عفواً ، لا تبرر و لا تستغل نسب المشاركة و عدم المشاركة. و لكن ادرسها إن شئت.
إن المواطن الذي يريد الاصلاح هو ذلك الناخب الذي يقدم ساعةً من أجل الوطن.
أما الذي لديه الاستعداد للنقد و الشكوى اربع سنوات ، و ليس عنده إستعداد لتقديم ساعة للانتخاب كل أربع سنوات ، فهو الذي لا يريد الاصلاح و لا يساهم في الاصلاح بل و يعيق عملية الاصلاح.
الانتخابات حالة حضارية ، و احتفال وطني ، و اختبار مصيري ، و بناء للمستقبل ، و كل هذا لا يتأتى إلا بالسلم بين افراد المجتمع الناخب ، مرشحين و مناصرين و ناخبين.
علينا أن نحرص على سلمية و سلامة الحركة ، فلا عنف سينفع و لا يغير من اجراءات العملية الانتخابية ، و لا تهور في قيادة السيارات يوم الاقتراع سيجلب ناخبين أكثر .
الانتخابات اجتماع و نشاط وطني ، سيكون أجمل عندما تبدأ شمس يوم الانتخابات بمحبة بين ابناء الوطن ، و كل الفائزين هم ابناء الوطن .
الله رب السماوات و الأرض سيطلع شمسه على الأردن من ساعات فجر يوم الثلاثاء ، فليشرق الشعب الاردني يوم الانتخابات بالمحبة و المشاركة في الانتخابات.
جهود الهيئة المستقلة للانتخابات و الاجهزة الامنية و الادارية جهود كبيرة و عليهم اعباء كثيرة يوم الانتخابات ، و قبل و بعد ، و هذا يستحق التقدير معنوياً و عملياً من الجميع ، فليكن كل مواطن رجل أمن و مسانداً للهيئة المستقلة للانتخابات و الاجهزة الادارية ، و ذلك من خلال المشاركة الهادئة.
سيكون درساً تربوياً جيداً لأبنائنا كي نعلمهم معنى أن الشعب الأردني أسرة واحدة تحتفل بتحمل المسؤوليات و تصنع المستقبل بشكل مشترك و تساهم في تحقيق الاصلاح الشامل.
رسول الله صلى الله عليه و سلم علمنا أنه يحرم على الانسان أن يرفع حديدةً بوجه أخيه و لو مازحاً ، فلا داعي لأن يحمل الناخب غير هويته الشخصية ، و لا داعي لأن يحمل المناصرون للمرشحين غير دعاياتهم الانتخابية لمرشحيهم.
قائد الوطن الملك عبد الله الثاني يثق بشعبه ، و الشعب يثق بقائده ، وستشرق أرض الأردن يوم الانتخابات بنور ربها.
نقيب الممرضين