سواء صحت المعلومات او لم تصح، حول وجود تحولات دولية إزاء المعارضة السورية، فإن ما يمكن قوله، بشكل واضح، ان المعارضة السورية، مصنفة أربعة تصنيفات، وجميعها، بات فعليا، خارج لعبة الحسابات الدولية.
اول هذه التصنيفات، ما يتعلق بالتنظيمات العسكرية المتطرفة، مثل داعش وغيرها، وهذه باتت مصنفة دولية باعتبارها إرهابا يتوجب ان يحاربه الجميع، السوريون والروس والاميركان والايرانيون والعرب وغيرهم.
ثاني هذه التصنيفات ما يتعلق بالتنظيمات العسكرية غير المتطرفة، وهذه باتت ضعيفة، ويتناقض الدعم المالي والعسكري المقدم لها، وكل دورها اليوم، ينحصر بالمساهمة بمحاربة النوع الأول، أي التنظيمات المتطرفة، وقوتها الموجهة الى النظام السوري، باتت في اضعف احوالها، ولعلها مفارقة هنا، ان هذه التنظيمات تطلق النار على التنظيمات المتطرفة، فيما النظام يطلق الصواريخ، فيتشاركان، في مهمة الحرب على الإرهاب.
اما الجانب المتعلق بالمعارضة السياسية، فينقسم أولا الى نوعين، الأول يتعلق بالهيئات المعتمدة دوليا للتفاوض في مؤتمرات جنيف والاستانا وغيرها، وهذه باتت اليوم، ضعيفة سياسية، باعتبارها لا تؤثر على الواقع الميداني، كما انها عرضة للتجاذب العربي والإقليمي والدولي، ويمكن اعتبارها بكل صراحة، غير قادرة على مناددة النظام، او حتى الجلوس في وجهه الى مائدة المفاوضات، بعد ان ثبت انها بشروطها، لن تسمح بالذهاب الى المرحلة الانتقالية، وخصوصا، رحيل الأسد فيها، كما ان جملة التحولات الإقليمية والدولية، ونشوء تحالفات جديدة في المنطقة، يضعف هذه الهيئات، ويجعلها مجرد عبء على الملف السوري.
الثاني، يرتبط بوجود رموز سورية معارضة موزعة على دول كثيرة، ولها مجالسها، وهيئاتها، وهي أساسا لديها تحفظات على كل ما يجري، واعتراض على الهيئات الموجودة، ويمكن اعتبارها، انها خارج حلول التسوية، لكنها مؤثرة بشكل او بآخر، وهي في المحصلة، غير موجودة في ميزان الصراع، بشكل محدد.
ما يمكن قوله اليوم، ان الازمة السورية، قد تجد حلا، عبر مسرب جديد، أي التفاوض الدولي والعربي مباشرة مع النظام السوري، وسلسلة تحالفاته، بمعزل عن المعارضة العسكرية والسياسية، بعد ان صمد النظام هذه السنوات، ولربما كان اطراف في أوروبا والمنطقة العربية، باتت معنية تماما اليوم، بإطفاء الصراع، أيا كانت خسائر الشعب السوري، وايا كانت الكلفة التي ستدفعها المعارضة العسكرية والسياسية، لان الواضح ان المناخ الدولي، تعرض الى تغييرات عميقة، والأرجح ان تذهب المعارضة، فرقا في الحسابات.
هذا استخلاص خطير، لن يغيره، جلب المعارضة، شكلا، لتزيين أي حلول غد، لكن المؤكد هنا، اننا امام وصفة التفاوض المباشر، بين المتصارعين العرب والاقليميين والدولييين مع النظام السوري وسلسلة تحالفاته، لانهاء كل هذا الملف، بعد ان انتهى الدور الوظيفي للمعارضة، وبات مطلوبا اليوم، انهاء الإرهاب من جهة، وتسوية كل الملف، بأي طريقة كانت.
على المعارضة السورية، ان تقرأ ببصيرة عميقة، حجم التحولات تجاهها، على كل المستويات، خصوصا، ان استثمار العالم فيها، لن يستمر الى ما لا نهاية.
الدستور