نجحت اسرائيل على الصعيد الدولي بتسويق كذبة ان صواريخ حماس وفصائل المقاومة الاخرى هي سبب المحرقة المشتعلة في قطاع غزة ،ومن بين الشواهد"المزورة" التي بثها موقع جيش الاحتلال صورة لشاحنة دمرتها الغارات، وتصويرها على انها كانت تحمل صواريخ لاطلاقها على اسرائيل ،وقد دحضت منظمة "بتسيلم"الاسرائيلية هذه الكذبه بتاكيد ان الشاحنة كانت تحمل اسطوانات اوكسجين تستخدم في المستشفيات لمعالجة المرضى والمصابين، وهذه الكذبة تشبه تلك الصور المزورة التي عرضها وزير الخارجية الاميركي السابق كولين باول على انها مختبرات عراقية متنقلة لصناعة اسلحة دمار شامل في خطابه الشهير امام مجلس الامن عشية غزو العراق عام 2003 .لكن كيف لقوة همجية ان تفسرابادة عشرات الاطفال في محرقة غزة !هؤلاء ليسوا صواريخ متنقلة وليسوا مقاومين مدججين بالاسلحة ومزنرين باحزمة ناسفة ،لكنهم في فقه العدوان وفي فهم الادارة الاميركية دروع بشرية تستخدمهم حماس! وقد حظيت اسرائيل بوجود ثلة من العرب ، الذين يدارون عجزهم وربما تواطؤهم بترديد نفس الكذبه الاسرائيلية الاميركية ، "تحميل الضحية مسؤولية المذبحة " والمطالبة بوقف اطلاق الصواريخ كمفتاح لوقف لعدوان والعودة الى التهدئة !كمن يضع" العربة امام الحصان".
مسالة اطلاق الصواريخ بحاجة الى توضيح، لكي لا تتحول الى فزورة" البيضة من الدجاجة ام الدجاجة من البيضة"!اي من الذي بدأ اطلاق النار، ومن المطالب باتخاذ الخطوة الاولى لوقف المذبحة ؟حيث تشترط تل ابيب وواشنطن وبعض العرب وقف اطلاق الصواريخ فيما تطالب الضحية واصحاب الضمير الحي ، بوقف العدوان أولا.
ولكي لا تغيب الحقيقة عن الذاكرة وسط ضجيج القصف الهمجي وتزوير الوقائع يجدر التذكير بان الحصار فرض على قطاع غزة منذ ان شكلت حماس حكومة الوحدة الوطنية بعد فوزها في الانتخابات ،حيث بدأ بالعزل السياسي لحماس والحكومة التي تقودها ،ومطالبتها بالاذعان لشروط الرباعية التعسفية " الاعتراف باسرائيل والاتفاقيات الموقعة بين السلطة الفسطينية واسرائيل ونبذ ما يسمى بالارهاب" ،وتلا ذلك تشديد الحصار بعد الاقتتال بين فتح وحماس وسيطرة الاخيرة على القطاع ،وتعمق الانقسام الفلسطيني ، وقبل ستة اشهر ، ابرمت تهدئة بوساطة مصرية ،وتضمنت بنودها وقف اطلاق النار وفتح المعابر وفك الحصار ،لكن اسرائيل واصلت فرض الحصار باستثناء فتح المعابر لوقت قصير بين فترة واخرى لادخال بعض المواد الغذائية والدوائية بطريقة "القطارة" وتحت الحصار تفاقمت الكارثة الانسانية ، وجعلت حياة الغزيين أقرب الى الجحيم ، كما واصلت اسرائيل اعتداءاتها العسكرية ،وفي الاثناء كانت تطلق بعض الصواريخ الفلسطينية كرد فعل على الحصار والاعتداءات العسكرية ،وهنا يطرح سؤال مشروع ،اليس الحصار الظالم هو شكل من اشكال الحرب والعقوبات الجماعية والابادة المنهجية ؟وحتى المقرر الخاص لحقوق الانسان الذي يمثل الامم المتحدة "ريتشارد فولك" وصف استمرار الحصار بجرائم ضد الانسانية وجرائم حرب وخرق سافر للقانون الدولي ،وطالب قبل العدوان الاخير بتقديم القادة الاسرائيليين الى المحمكة الجنائية الدولية! .
لسان حال من يقول ان صواريخ المقاومة هي سبب المذبحة الراهنة ،كمن يبرر اعدام السجين المقيد الذي يتعرض للتعذيب لانه يصرخ من شدة الألم ! فاي منطق متهافت هذا ؟ ثم هل يعقل مساواة صواريخ بدائية الصنع تسبب المئات منها بقتل وجرح اقل من عشرة اسرائيليين، بالة القتل الرهيبة التي تحول قطاع غزة الى محرقة؟.
Theban100@ hotmail.com
الراي.