رغم التعب الذي نعانيه والاشكاليات التي تعترض سبيلنا اثناء اداء واجبنا خلال تغطية المهرجانات ومنها مهرجان الفحيص ، فان مشهد الناس وهم يمارسون الفرح علانية وامام عدسات التلفزة يثير فينا البهجة.
لا أدعي انني «خبير» بكل النجوم الذين يأتون الى «الفحيص» ، ولا ازعم انني «معجب» بكل المطربين والمطربات.. فهذا «شرف» لا أدعيه و «تهمة» لا أردها.
لكنني كائن ضعيف امام فرح الآخرين وكذلك امام احزانهم. وحين ارى امرأة تبكي اثناء (الحفلة) يتقطع قلبي عليها واتمنى لو ان الظروف تسمح بتقديم المواساة لها و»الطبطبة» على كتفيها الغضين.. لكن الخوف، كل الخوف ان اتحول الى «ضحية» فتتحول الدموع من عينيها الجميلتين الى عيني نصف الجميلتين. الفرح ينتقل مثل انفلوانزا الطيور ، ينتقل الى الاخرين بسرعة وسهولة. ولكل طريقته في التعبير عن فرحته.
منهم من يظل يرقص من (الالف الى الياء) ومنهم من يبتسم ومنهم من يصفق وهناك من يبالغ ويصطدم جسده بمن حوله ، وكأنه يدعوه للحراك والرقص.
احيانا اكتشف انني لا اعرف المطرب، الا اسمه. واحيانا لا اعرف اغانيه واحيانا اخرى «استهجن» اعجاب الآلاف ممن حولي به وهم يرددون اغانيه وانا مثل» الاطرش بالزفّة».
لكنني وبعين ثانية انظر الى الجوّ العام والى الاجيال التي تلتنا من الشباب والصبايا.
تماما كما كنتُ حتى المرحلة الثانوية اجهل لماذا يحب الناس اغاني ام كلثوم وفريد الاطرش وحتى مطربتي المفضلة فيروز.
قبل ان اصبح واحدا من الملايين من محبي اغاني العمالقة الذين ذكرتهم وغيرهم ممن لم اذكرهم.
هي ثقافة جيل مُختلف.
ما يعنينا ان يفرح الناس ، وان يظل الفرح عنوانا جميلا يتوج مساءاتنا رجالا ونساء صغارا وكبارا.
.. ومرحبا ايها الفرح .الدستور