ماذا فعل مقتدى الصدر في السعودية؟
04-08-2017 09:46 AM
عمون - لقمان إسكندر - أكد الخبير الأردني في الشؤون الإيرانية الدكتور نبيل العتوم إن "إثارة زيارة زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية لردود فعل إيرانية متعددة، مؤشر على أن ايران ستسعى بجدية الى إفشال نتائج الزيارة".
وقال د. العتوم في تصريح خاص لـ "عمون": "إن رؤية البعض للزيارة بكونها فرصة مواتية لا ينفي أن مراكز قوى مهمة في طهران ستسعى بكل ما أوتيت من سلطة وقوة إلى إفشال الزيارة"، مشيرا الى "عدم تفاؤله بنتائجها اللاحقة".
وأضاف، "لا شك أن سياسة الرياض تهدف أساسا إلى محاولة تفكيك وإضعاف الدور الإيراني في العراق، وإطفائها لنار طهران في الأزمات الإقليمية لا سيما العراق، في محاولة لإعادة بغداد إلى الحضن العربي، مشيرا إلى أن "هذه الاستراتيجية صحيحة وواقعية أساسا".
إلا أن الخبير الأردني في الشؤون الإيرانية عاد وتوقف أمام "ما يمكن أن يمثله الصدر من مدخل مناسب وشخصية مؤهلة للعب هذا الدور".
وفي أية حال، أكد د. العتوم بأن "هذه الزيارة ما كان لها ان تتم لولا الضوء الأخضر من طهران، في محاولة لجس نوايا الرياض، وخططها تجاه العراق.
وقال: "إيران تسعى لجس نوايا في محاولة منها لإحداث انفراج في العلاقات بين الرياض وطهران من خلال دور وساطة يفترض أن يسعى اليه الصدر بتوجيه من إيران".
وأوضح، "يمكن مراقبة تشكيك الكثير من المراقبين لقدرة الصدر على فعل ذلك، لجملة من الأسباب، أولها طبيعة شخصية مقتدى الصدر".
ونوه د. العتوم بأن الصدر ورغم انتقاده للسياسة الإيرانية في العراق إلا أن علينا ان نتنبّه أن زعيم التيار الصدري يقيم معظم وقته في طهران، ويتناغم استراتيجيا مع السياسات الإيرانية".
وأشار الخبير في الشؤون الإيرانية إلى ما اسماه "الملاحظة التي على الجميع التوقف عندها، وهي التي تشير إلى أن الصدر، ورغم دعواته لخروج مظاهرات تطالب بالإطاحة بحكومة بغداد، إلا أن تيار الصدر في الوقت نفسه مُمثّل بحكومة العبادي بخمسة حقائب".
يقول د. العتوم: لم نسمع انه دعا أعضاء الحكومة المحسوبين عليه الى الاستقالة، وهو يشير بالضرورة الى حدود الممكن في فعل تيار الصدر".
وأضاف، "كذلك يفعل الصدر في البرلمان فهو في مقابل دعوته مجلس النواب للاستقالة، فإن تياره كذلك ممثل بـ 34 نائبا، لم يستقل أحد منهم".
أما الملاحظة الرابعة التي قدمها الخبير الأردني في الشؤون الإيرانية لـ "عمون"، "فهي عندما يهاجم المليشيات الشيعية ويصفها بالندوة، لكنه في المقابل أسس جيش المهدي ورايا السلام وسرايا السلام، كما انخرط في الحشد الشعبي المتهم بأعمال قتل وذبح وانتهاكات، التي يصفها نفسه بالدموية".
ودعا الى "اتباع سياسة تعتمد على شخصيات شيعية عراقية لها تمثيل شعبي راسخ مثل إياد علاوي على الرغم من بعض الملاحظات عليه التي تمتلك مصداقية". وقال: "الصدر لا يمكن أن يخرج عن الخط الإيراني وواهم من يعتقد خلاف ذلك".
ووصف د. العتوم علاوي "بالشخصية السياسية المتوازنة الذي لم يؤسس مليشيات مذهبية ولا طائفية وليس لديه أجندة خاصة، بل إنه حاول بناء دولة عراقية بعيدة عن المحاصصة والطائفية".
وقال: "علاوي يمثل عامل إجماع بين مكونات الشعب العراقي، لكن إيران تنظر اليه بريبة لوقوفه ضد مشروعها في العراق، وتوجهه نحو المحيط العربي لإعادة ترميم العلاقات العراقية العربية".
وختم بالقول: "هذا يفسر سبب وقوف إيران ضد وصوله لمنصب رئيس الوزراء مرة أخرى".