facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الفرنسيون يتوحدون في ذكرى الكاهن الشهيد


الاب رفعت بدر
03-08-2017 02:12 PM

باحتفالات كنسية ورسمية، أحيا الفرنسيون، دولةً وكنيسةً، الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الكاهن جاك هاميل الذي قتله شابان نحرًا، على عمر 86 عامًا. الاحتفالية الأولى كانت بقداس احتفل به راعي أبرشية روان الفرنسية، دومينيك لوبرين، في كنيسة سان إتيان دو روفراي، وهي ذاتها التي كان يصلي فيها الكاهن قبل عام، وفي ذات الوقت.

وخارج الكنيسة، حضر الرئيس الفرنسي نفسه، إيمانويل ماركون، وألقى خطابًا تاريخيًا، وأزاح الستار مع الأسقف عن المعلم التذكاري الذي عليه خُطّت 30 مادة من مواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وقال ماكرون: "إن الإرهابيين قد فشلا بإحداث إنقسام في الروابط العميقة التي تجمع الفرنسيين، وأن كل ديانة لديها دور تلعبه لضمان أن الكراهية لن تكسب أبدًا، مشددًا أن الكاهن الشهيد لم يمت هباءً، إنما استطاع أن يجعلنا أوفياء لكل القيم المستهدفة".

وبعد، ماذا نقول امام هذا الاستذكار؟ اولا غادر الكاهن هذه الحياة بطريقة وحشية، فيما يستعد الفاتيكان اليوم لإعلانه قديسًا جديدًا، يُضاف إلى قديسي وشهداء القرنين العشرين والحادي والعشرين، والذين أقيمت لهم كنيسة خاصة في إحدى ضواحي روما. والكنيسة إذ تكرّم شهداءها بأروع تكريم، فهو إعلانهم قديسين ليكونوا مثالاً للأجيال المقبلة.

وثانيًا: كانت هذه الذكرى مناسبة للمصالحة بين الدولة والكنيسة، ومن النادر أن يشارك رئيس فرنسي باحتفال يخصّ الدين أو الكنيسة تحديدًا، ذلك ان الدستور العلماني قد فصل كاملاً بين الأمرين. لكن هنا تأتي خصوصية الحدث، وهي أنّ الإرهاب البغيض لا يعرف التمييز بين دين ودنيا، فالكل ضحايا، وأهداف مباشرة له. وأنّ الاعتداء على رجل دين ثمانيني هو اعتداء كذلك على هيبة الدولة الفرنسية التي راح عدد كبير من مواطنيها ضحايا للأرهاب العنيف.

ثالثًا: إنّ هذه الحادثة قد وحدّت المسلم مع المسيحي وبالأخص في فرنسا، حيث حضرت شخصيات مسلمة احتفالات الذكرى، وأصرّوا على شجب الإرهاب لأنّه لا يمثل دينًا. وكانت مناسبة في كل أرجاء فرنسا للقيام بمبادرات كبيرة، تحثّ على الوحدة والإنسجام، وأهمّ شيء الاندماج في مواطنة حاضنة للجميع بالرغم من التعددية والاختلاف.

وأخيرًا، كان رئيس البلدية جواكيم مويز حاضرًا، فقال أنّه يفكر مع بداية العام الدراسي المقبل (في أيلول) القيام بأنشطة تربوية مع أطفال المدارس لكي يأتي معهم إلى هذا النصب التذكاري الجديد، فيتعلم الأطفال مبادىء حقوق الإنسان، وأهمها حقّ الإنسان في الحياة والدين والتعبير، والاحترام المتبادل.

وبعد، كم نحن بحاجة إلى التفكير بعد كل أزمة تجتاح مجتمعنا لكي نخرج منها بخطط وبرامج تربوية، تخدم الاجيال الصغيرة والشابة، لكي لا نفوت عليهم الاستفادة من دروس الحياة، حتى وان كانت مريرة أحيانا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :