فرقة "اسامة عبدالرسول كوينتت" تحيي امسية صوفية
03-08-2017 09:36 AM
عمون- أحيت فرقة "اسامة عبدالرسول كوينتت" القادمة من بلجيكا امسية صوفية باسلوب حداثي مساء امس الثلاثاء، في برنامج "امسيات عمان" ضمن فعاليات مهرجان جرش بدورته الـ32 التي تقام على المسرح الرئيس بالمركز الثقافي الملكي بعمان.
والفرقة المكونة من 4 من امهر العازفين من العراق وبلجيكا وكندا بالاضافة الى المغنية البلجيكية هيلينا شوترز، والتي تعد من ابرز فرق "الاثنوجاز"، قدمت مقطوعات غنائية وموسيقية تجمع بين الروحانيّة والحداثة في الأداء والتوزيع وتعددية المراجع الثقافية الموسيقية.
وتعد الفرقة من الفرق الاحترافية والمجددة التي توفر مساحة من التفاعل مع ثقافات موسيقيّة تثري الذائقة وتشكّل للجمهور أرضيّةً جديدة ينطلقون منها نحو المزيد من أنواع الموسيقى وفضاءاتها وأغانيها الاجتماعيّة وثقافات بلادها التي أفرزتها في خضمّ ظروف موضوعيّة وحقيقيّة.
وانطلقت الامسية بمقطوعاتها بـ"القيثارة السومرية" التي عزفها في الاستهلال منفردا قائد الفرقة ومؤسسها البلجيكي من اصل عراقي الفنان اسامة عبدالرسول على آلة القانون التي فرضت حضورها في معظم الامسية، بايقاع موسيقي هادئ بطيء يتحول الى هادئ سريع ليواكبه لاحقا باقي اعضاء الفرقة الموسيقية التي ضمت فيليب توريو على "الاكورديون" ولود فركامب على "التشيللو" و"فرانسوا تايفير على الايقاعات المختلفة، بكامل الآتها الموسيقية، ومن ثم المغنية ذات الصوت الاوبرالي الشفيف شوترز بأداء غنائي باللغة الايطالية مزج بين القوالب الموسيقية الشرقية والصيغ الموسيقية الغربية.
واشتملت الامسية التي تناوبت فيها آلات موسيقية على تصدر المشهدية الموسيقية، على 12 مقطوعة موسيقية وغنائية صاحبها في عمق الخشبة على السيكوراما عرض بصري للداتا شو يعبر عن المقطوعة في ظل اجواء روحانية ممتعة، من الانغام الموسيقية والقصائد المغناة من شعر جلال الدين الرومي واخرى من تأليف عبدالرسول، ومنها "غزل" و"عزاء هت" متكئة على حكايا من الموروث العراقي في البصرة، باللغتين العربية والفرنسية بأدء شوترز.
وقالت شوترز إن مهرجان جرش معروف جدا في اوروبا ويحظى بسمعة طيبة، معربة عن سعادتها في المشاركة فيه كمغنية غير عربية تعلمت العربية لاحقا.
واشارت الى انها عاصرت الموسيقا الاوروبية الغربية منذ صغرها، وكان غريبا عليها في بداية الامر تحولها للاندماج في الوان الموسيقا العربية، الا انها ومنذ 3 سنوات تستمتع في هذا اللون الموسيقي الذي يجمع مرجعيات ثقافية موسيقية متعدد من الشرق العربي والثقافة الغربية الاوروبية بمزج يعيد الالق للحالة الروحانية من الصفاء الداخلي، والانسجام العالمي والمحبّة التي يتم التعبير عنها بالموسيقا.
واكدت ان الموسيقا الشرقية عموما وهذا النوع من المزج بين الموسيقا العربية والغربية تلقى قبولا واستحسانا لدى اوساط واسعة من الاوروبيين، لافتة الى انه في بداية الامر يدفع الجمهور الاوروبي الفضول للتعرف على هذا النوع الذي يبدو غريبا للوهلة الاولى عليهم، ما يلبثوا بعد ذلك ان يرغبون بالاستماع الى المزيد منه والاثناء عليه.
يذكر ان أسامة عبد الرسول الذي اقام في الاردن قبل ما يزيد على 20 عاما، موسيقي ومؤلف ومنتج، وُلد في بابل بالعراق ويعيش منذ مدة طويلة في بلجيكا، ويعتبر من أكثر الفنانين نشاطاً على الساحة العالمية، واشتهر كعازفٍ على آلة القانون. (بترا)