ولو سُخِط عليّ بسببه لتحملت دونه كل وزر
لارا مصطفى صالح
03-08-2017 03:15 AM
احتفظت يداه وقتا طويلا بملمس خصرها، حدق بعينيها. وقال: والذي نفسي بيده، إن عينيك كعبة إقبال! فكيف يصنع ناسك متعبد؟ غاض قلبها في ضلوعها، وانتفضت، كمن مسها سحر حلال! ونشوة لذيذة، تشبه نشوة النعاس دبت في أوصالها. احتضن قلبها وأردف: لا تقلقي أبدا، هنالك لحظات في حياتنا تسمو بِنَا الى ما فوق الأرض وترفعنا صوب السماء. سيكون لك أجنحة يا جميلة وستحلقين!
كان يسمع أنفاسها القريبة ويراقب عينيها وسط وجهها الشاحب على الرغم من بهجتها، عندما قالت: أحلم بمزيج برّاق من حياة مجنونة، تسكنها أطياف شيطانية، ترتفع بها روحي كخيال فرقد في صفحة السماء. وحب ينظر إلى خفي ذنبي، ويطمس جلي عذري. يتلجلج في صدري فلا أعلم إن كان حقا أم باطلا. يسترقُّني حينا، ويذود عني حينا. يرقأ دمعتي ويزيد جزعتي! يصابرني نهاراً ويساهرني ليلاً. ولو سُخِط عليّ بسببه لتحملت دونه كل وزر.
قال: وبعد؟! أجابت: وأريد بحراً من الدهشة؛ يعب عبابه، فلا آبه إن كان يحمل في أحشائه الدر أم الموت الفاتن.
وبغموض قبلة مؤجلة، ولهفة مسروقة أشعلت قلبها؛ ابتسم وقال: المجد للدهشة! ومثل سهل مخملي، غطته سحب كثيفة، وتباعدت فجأة ليبرزه ضوء القمر، باعدت خصلات شعرها الأسود عن عينيها لتنظر إلى المستقبل من عين روحه! ابتسمت ملء فمها، وأحاطت بذراعيها رقبته وتنفست فيه، حتى امتلأت منه مسامها وفاضت! كان بوسعه في تلك اللحظة أن يقاسمها الحياة التي تنبض في عروقها!!