العابد يكتب لـ عمون: خسئت يا "حزّان" الحزين !
عاصم العابد
02-08-2017 09:03 PM
هذه الغطرسة الإسرائيلية والإمعان في انتهاك كل قرارات الشرعية الدولية وازدراء الأخلاق الإنسانية، التي يمثلها نتنياهو المذهون المسكون بزهو القوة، هي غطرسة منبعثة من التفوق التقني، المنبعث هو الاخر من الدعم الكامل المتزايد الأمريكي الأوروبي.
انهزمنا امام التفوق الإسرائيلي التقني الذي كانت ذروته ضرب سلاح الجو المصري في الخامس من حزيران سنة 1967 وهو رابض في المهاجع والمضاجع. بعد انكشاف الغطاء الجوي الأساسي عن الجيوش المصرية والسورية والاردنية ذلك، استباح الإسرائيليون الضفة الغربية والهضبة السورية وصحراء سيناء.
وسرت كالنار في الهشيم، اكذوبة الجيش الذي لا يقهر.
لكن هذا الجيش قُهر وكُسِر، بعد أقل من سنة على ذلك الانتصار التقني على الدول العربية الثلاث: مصر وسوريا والأردن.
ففي 21 آذار 1968 عبر "الشريعة" الجيشُ الإسرائيليُ الذي لا يقهر، مطمئنا الى انه سيكون في نزهة، وفي حملة تأديبية، وأنه سيتناول غداءه في جبال السلط على بوابات عمان.
وكما بات معلوما، فقد تصدى جيشُنا العربي الأردني وكوكبةُ الفدائيين الفلسطينيين، للجيش الإسرائيلي "ودقّوا خشمة" ومرّغوه في الاوحال وأذاقوه مرارة الهزيمة التي اعترفوا بها وسجلوها في تاريخهم العسكري.
تم تحييد سلاح الجو، والتقى الجنود بالجنود، فتبين للجميع يا "حزين"، من هو الذي يقهر ومن هو الذي لا يقهر، من هو الذي ولّى الدبر و تلقى الضربات الهائلة على مؤخرته وعلى رأسه.
وهاهم فتية فلسطين العُزّل الاحرار عشاق الحرية والاستقلال يذيقون العدو الصهيوني الهزائم والانكسارات والانكفاءات في انتفاضاتهم وفي الحرم القدسي وفي الخليل وفي كل المواجهات غير المتكافئة التي يتجلى فيها ان الدم ينتصر على السيف. وان الكف تلاطم المخرز. وان الأعزل يهزم المدجج. وان الحق يهزم الباطل. وان الشجاعة تغلب الكثرة.
ما هي الا سنوات قلائل، حتى تتحقق الحرية وينجز الاستقلال. فقد عرف شعب الجبارين العربي الفلسطيني، طريق النصر ومرارته وحلاوته. وعرف الاحتلال وجرب وذاق طعم الهزيمة وذلها. وكما فر جيش الاحتلال والعدوان، من جنوب لبنان ومن غزة، فسيفر من القدس ومن الضفة الغربية المحتلة.
انه وعد الله الحق. وانه الوعد الحق المدعم بالعزائم. وانه الوعد الحق المسنود بالقدرة على التضحية وعلى دفع الاثمان الفادحة.