عنوان المقال موجه مباشرة لمن يعتقدون انهم في الايام القليلة القادمة سيحتفلون بانتصار الالة العسكرية الاسرائيلية على المقاومة الفلسطينية و ان حماس تعد ايامها الاخيرة.هؤلاء هم على شاكلة المسؤول الفلسطيني الذي قال" ان الشرعية ستعود الى غزة و على اهلها الصبر".
وجد البعض في حرب اسرائيل على حماس فرصة لهم للانقضاض على الحركة واتهامها بالمتاجرة بالدم الفلسطيني. وانها تستخدم الم الفلسطيني لتحقيق مكاسب سياسية تمدد وجودها في الساحة الفلسطينية.و هناك من راى ان حماس وجدت ان اي هجوم اسرائيلي على غزة فرصة لاستعادة شعبيتها التي تراجعت بشكل كبير حسب استطلاعات الراي.
لا نريد ان نهاجم من يروج لهذه الافكار انما نريد ان نتحدث عن حقائق تؤكد ان حركة حماس لم تمر في اي مرحلة ما بازمة ثقة مع الشعب الفلسطيني خاصة اهالي قطاع غزة.
في يوم الخميس 5-7-2007 فوجيء فريق من شبكة سي ان ان الامريكية بنتائج استطلاع للراي على الموقع الالكتروني للشبكة باللغة العربية اظهر تعاظم شعبية حركة حماس في الشارع الفلسطيني و تراجع شعبية السلطة الفلسطينية وحركة فتح واستناداً إلى نتائج الاستطلاع فقد أبدى 52 في المائة من أفراد العينة البالغة 4807 شخص ثقتهم بحماس وجاء الاستطلاع على شكل سؤال يقول "في من يتعين على الفلسطيني أن يثق ؟ من بين فتح وحماس وتنظيمات أخرى ولا أحد".
وحسب النتائج، التي نشرها الموقع 81) شخصاً فقط شكلوا ما نسبته 17 في المائة، أنهم يثقون في حركة فتح".
و بين الاستطلاع ان الثقة الكبيرة بحركة حماس كان سببها مقدرة حماس على فرض الامن والنظام في غزة بالمقابل فان تدني شعبية السلطة الفلسطينية و حركة فتح نبعت من نتائج سيطرة حماس على غزة وكشف الكثير من قضايا السرقات وتجاوزات على القانون قامت بها شخصيات من السلطة الفلسطينية بالاضافة الى ضبط حماس وثائق تثبت تورط قيادات فلسطينية معروفة بعلاقات مشبوهة باسرائيل.
و هذا استطلاع اخر في تلك الفترة كانت قد اجرته صحيفة القدس المقدسية المقربة من حركة فتح بين إنه إذا أجريت انتخابات رئاسية مبكّرة نزيهة في الأراضي الفلسطينية فإن محمود عباس رئيس السلطة سيحصل على 13.47 في المائة فقط، في حين سيحصل إسماعيل هنية، رئيس الحكومة المقالة على 51.47 في المائة أي بفارق واسع يصل إلى 38 في المائة.
هذه عينة سريعة لنتائج استطلاعات اجرتها جهات مناهضة لحماس اظهرت في تلك الفترة ان شعبية حماس بخير وهذا لا ينفي ان الكثير من الاستطلاعات هذه ذات نتائج مسبقة اي ان النتيجة تصاغ قبل الاسئلة فيمكن لاي جهة ان تجري استطلاعا و تخرج بالنتيجة التي تريدها وتروق لها.فلذلك لا يمكننا الحكم على حركة كحماس او فتح من خلال هذه الاستطلاعات الزائفة.
لكن هناك مؤشرات قد تعطينا طرفا من الحقائق الموجودة على الارض والتي يحاول البعض تغييرها و منها انه يوم الرابع عشر من كانون اول العام الماضي في الذكرى الحادية والعشرين لانطلاقة حماس وبالرغم من ان اهل غزة الذين يخضعون لسيطرة حركة حماس عادوا الى الحياة البدائية بسبب الحصار المشدد عليهم الا انهم لم تجمعوا بحشود كبيرة صعب على الجميع حصرها بل ان البعض ذهب الى القول ان حجم هذا الحشد لم تشهده غزة منذ عام 1967 و عبروا عن وقوفهم خلف القيادة الحمساوية و قد اجمع الكثير من المراقبين في تلك اللحظة التي فاجأت الجميع و خاصة اعداء حماس ان شعبيتها في تنامي كبير.
تلك الحشود التي خرجت في شوارع غزة تعلن الولاء لحماس في ذكرى انطلاقتها تنفذ الان العهد الذي قطعته على نفسها بانها صامدة مع القيادة حتى لو تم محو الغزيين عن بكرة ابيهم.
واهم من يعتقد ان حماس لجات لاستثارة اسرائيل كي تضرب غزة لترفع من شعبيتها فمن شاهد جموع الغزيين يوم ذكرى الانطلاقة يعرف شعبية حماس على الارض.
و في الضفة لا يمكن الاستهانة بمكانة حركة حماس فلو ذهبت بعض منظمات حقوق الانسان وحققت في عمليات الفصل التعسفي لكثير من موظفي المؤسسات العامة في الضفة ستجدا اعداد كبيرة من المفصولين لشبهة انتمائهم لحماس. ولو تابعنا سير الامور اليوم لوجدنا ان السلطة الفلسطينية منحت تراخيص للمظاهرات المنددة للعدوان باستثناء مدينة الخليل التي ترى السلطة الفلسطينية انها غزة المستقبلية. هذا بالاضافة الى منع الامن الفلسطيني في رام الله المتظاهرين من رفع الرايات والاكتفاء فقط برفع العالم الفلسطيني تخوفا من السلطة الفلسطينينة ان تتحول رام الله الى ساحة خضراء تعكس الالتفاف الشعبي خلف حماس.
الشعب الفلسطيني نموذج لتمازج الالوان السياسية فمن يرى فلسطين بفتح دون حماس او حماس دون فتح خارج عن الصف الوطني الفلسطيني.