عمون- قال استاذ القانون الدستوري والوزير الاسبق الدكتور محمد الحموري، إن مشكلة الحرية هي المشكلة الأساسية التي تعاني منها مجتمعاتنا، وأن غياب الحرية هو الذي أدى إلى توقف الإبداع في مجتمعاتنا، لأن العقل الخائف لا يمكن أن ينتج، وحتى لو أنتج فإن إنتاجه لا بد أن يكون محدودا.

وفي المحاضرة التي تحدث فيها عن كتابه "الحريات الأسيرة " الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر مساء امس الثلاثاء في مقر الجمعية الفلسفية الاردنية بعمان، أشار الى أن انشغاله بمشكلة الحرية دفعه لدراسة تجارب الشعوب الأخرى من أجل الوقوف على الطريقة التي تحصلوا فيها الحرية، وكذلك المخاضات والتجارب المريرة التي خاضوها من أجل الوصول إلى ما وصلوا إليه من حرية، بهدف تسليط الضوء على حاضرنا وتاريخنا العربي .

وبين الحموري أن أوروبا دخلت في حقبة الملكيات المطلقة المدعومة من الكنيسة والتي تحكم من منطلق الحق الإلهي والتي استمرت 13 قرنا.

وأشار إلى موجات الحرية التي ابتدأت في بريطانيا في الثورة التي اندلعت عام 1648، ثم تبعتها الثورة العظيمة عام 1688، لافتا إلى الدور الذي لعبته الفلسفة في نقد الحكم المطلق ممثلة بالفيلسوف جون لوك الذي قال بتقييد الحكم وفصل السلطات .

واوضح أن كل هذه الإنجازات أدت إلى إصدار قائمة الحقوق التي نصت على أن الشعب هو أصل السلطات .

ونوه الحموري بأن التجربة الإنكليزية ونجاحها قد انتقل إلى بقية الشعوب وأهمها الثورة الأميركية عام 1776، ثم توجت كل هذه التجارب في الإنجاز الأعظم للحرية الإنسانية ممثلا بالثورة الفرنسية التي أصدرت إعلان حقوق المواطن .

وفيما يخص التاريخ العربي قال الحموري إن تجارب الحكم المطلق قد ألقت بكاهلها على الشعوب.
(بترا)