حدثَ معي ...
كنت في أحد الزيارات لدولة أجنبية صديقة بأهلها وطبيعتها ، فنهاك تتعرف على معاني كثيرة كانت في السابق مبهمة .
تعرفت على ما تعني التربية الثقافية والأسرية لمعاني الوطنية ، وجدت الناس في تصرفاتهم تجاه الأشياء والأماكن ودّية جدا ً الأرض وما عليها تحبهم ويحبونها .
تعرفت على معني الطفولة في مفهومها المجرد أن الأم تعطي لأبنائها وقتاً كافياً من العناية ، مشهد لأم تقرأ لطفلها الصغير ما هو مكتوب على لوحة تفسر تاريخ وقصة المكان في أحد أكبر الحدائق يكفي ليوضح سلوك يفسر كيف تنشأ الأجيال .
تعرفت لأحدهم وهو يقوم بتقديم خدمة تأجير سيارة مبتسماً ويجيب على كل الأسئلة مجرد سلوك يوضح مفهوم الخدمة الحقيقية .
تعرفت على حقيقة أن الطبيعة في كل الدنيا جميلة جداً لكن تزداد جمالا ً بمن يقوم على حماتها وتوظيفها بشكل يحقق الهدف الذي وجدت من أجله مجرد سلوك .
أجمل المواقف التي عشتها كانت عنوان فخرت به وسعدت بما فعلت ، عندما وقفت احترماً لسيدة كبيرة بالسن وقدمت لها مقعدي لتجلس في الحافلة ،كانت دهشة واستغراب بدأت تسألني من أين أنت ؟؟
من الأردن .. ابتسامة وحديث شيق وتقدير كبير لما فعلت، هكذا نحن طيبون قيمنا تتجسد فينا تمشي على الأرض معنا .. ديننا الحنيف ونخوة الآباء والأجداد تدل على رُقي كوننا أمة نحتاج الى مجرد سلوك لنسموا فوق الأمم.
في كل المواقف الكثيرة كنت أقف مندهشاً وأطرح التساؤل المعهود لماذا في وطني لا يكون مثلما رأيت .
إن شبابنا الأصيل يحمل في مكونه كل القيم العظيمة ، يحتاج منا فقط ان نلتفت إليهم ونقدّم لهم نماذج وطنية تعبر عن نفسها فقط مجرد سلوك ....
عاش الاردن وحمى الله شبابها وشيابها في ظل مليكها صاحب أجمل سلوك .
نعم إنه مجرد سلوك .
ودمتم سالمين