حلم الدولة اليهودية لا يستفز .. الفلسطينيين والعرب!!
سلامه العكور
03-01-2009 01:48 PM
يفاجئنا جدا هذا الصمت العربي الرسمي إزاء تصريح تسيبي ليفني زعيمة حزب كاديما الإسرائيلي ووزيرة الخارجية في حكومة اولمرت الحالية "بأن على عرب إسرائيل التطلع إلى مستقبلهم خارج إسرائيل"... وان بإمكانهم تحقيق أمانيهم وحلمهم خارج دولة إسرائيل اليهودية!!
ان كلام ليفني التي تفاوض احمد قريع منذ ما قبل مؤتمر "انابوليس" يحمل في طياته الكثير من النوايا المبيتة التي ترمي الى تهجير عرب إسرائيل في عملية "ترانسفير" مدروسة ولها وقت معين.
وذلك ضمن الهدف اليهودي الأعظم بجعل إسرائيل دولة يهودية أحادية القومية وأحادية الديانة، وليس فيها عرب أو غير عرب.
الذي يفاجئنا أيضا هو استمرار اللقاءات العدمية الفلسطينية- الإسرائيلية التي تشارك فيها ليفني بعد تصريحها الذي يجب ان ينظر إليه على انه استفزازي للجانب الفلسطيني رئاسة وشعبا وسلطات مختلفة وفصائل... ألم يعد يستفز الجانب الفلسطيني والعربي إي شيء؟!
وهل وصلت عملية التساهل والتراخي الفلسطينية والعربية الرسمية مع الجانب الإسرائيلي الى هذا المستوى المتدني الذي يشعرنا بالخزي والعار حتى نسكت على تصريح ليفني بدون ردود فعل كلامية وعملية في آن واحد؟!
لماذا تستمر اللقاءات مع ليفني بعد تصريحها الوقح الذي ينضح عنصرية وفاشية؟!
لماذا يصر الجانب الفلسطيني والعربي الرسمي على اعتبار خيار المفاوضات والدبلوماسية هو خياره الوحيد الذي لا خيار لهم غيره؟!
لقد تمسك الجانب الفلسطيني والعربي الرسمي بمبادرة السلام السعودية التي تنطوي على تنازلات كبيرة وخطيرة عن حقوق وطنية فلسطينية وعربية وإسلامية، فعرضها على إسرائيل ورفضتها منذ اللحظة الأولى، وقدمها للرئيس الأمريكي المنتخب باراك اوباما ولم يحرك ساكنا لا بالكلام ولا بالسعي ولا بالتعهد إزاءها.
ومع ذلك ظل الجانب الفلسطيني والعربي الرسمي يراهن على إدارة اوباما الجديدة لعلها تحقق السلام العادل والدائم الذي يعيد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ويضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ويعيد الأراضي العربية لأصحابها..
بل ظل الجانب الفلسطيني والعربي الرسمي يراهن حتى على ما تبقى من ولاية الرئيس بوش لعلها تنجح في تحقيق ما تعهد به الرئيس في بيان "انابوليس" لإقامة الدولة الفلسطينية قبل نهاية ولايته.. ودعوة المندوب الأمريكي الدائم لدى الأمم المتحدة زلماي خليل زاد مجلس الأمن الدولي للاجتماع يوم الثلاثاء على مستوى وزراء خارجية الدول الأعضاء لبحث تسوية الصراع العربي – الإسرائيلي، إنما تؤكد ان هناك محاولة أمريكية جديدة قبل انتهاء ولاية الرئيس بوش لشطب الاتفاقات الفلسطينية – الإسرائيلية، ولتجاوز قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة والخروج بصيغة جديدة تلبي المصالح الإسرائيلية وتضمن تحقيق الحلم الصهيوني بإقامة الدولة اليهودية البحتة وتسمح بعملية "ترانسفير" لإخراج عرب الـ "1948" من بلدهم.
فأي تحرك أمريكي في عهد الرئيس بوش لا يمكن إلا ان يكون في صالح إسرائيل وأطماعها التوسعية في جزء كبير من أراضي الضفة الغربية وأراضي قطاع غزة...
ولا ندري لماذا يوافق الجانب الفلسطيني والعربي الرسمي على عقد هكذا اجتماع لمجلس الأمن الدولي في حين ان إسرائيل قد رفضت قراراته في تحد وقح للمجتمع الدولي وفي انتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية وللائحة حقوق الإنسان...
وما يجري في قطاع غزة حاليا من حصار إسرائيلي – أمريكي – أوروبي – عربي يندى له جبين الإنسانية إنما يؤكد ان الاستمرار في المفاوضات في الوقت الحاضر وفي ظل هذا الانقسام الفلسطيني المخزي وفي ظل هذا الهوان العربي المخزي أيضا، إنما هو حراك عدمي يثير الريبة..
الحقيقة الدولية.