المعايير النفسية والاجتماعية وسيلة تسويق للمرشح لدى الناخب
31-07-2017 02:56 PM
عمون - يرى أكاديميون وخبراء أن " الشكلانية" والاهتمام بالمظهر الخارجي بعيدا عن الجوهر، في لوحات الدعاية الانتخابية اللامركزية والمبالغة المفرطة في بعض صور المرشحين بهندام أو وشعارات لا تنسجم مع احتياجات المواطنين ولا تلبي الواقع، الذي من أجله تُعقد الانتخابات لتشكيل مجلس محافظة يعنى بالقضايا الخدمية والتنموية.
وبينوا لوكالة الانباء الاردنية (بترا) أنه لابد أن تنسجم الحملات الدعائية الانتخابية مع معايير نفسية واجتماعية وخدماتية ، تلبي توقعات المواطنين، وتعكس النهوض بالجانب الاقتصادي الذي تمر به المملكة ودول العالم أجمع.
استشاري الامراض النفسية والحالات الادمانية الدكتور عبدالله أبو عدس قال ان الناظر الى صور المرشحين في الانتخابات الخدمية ، انتخابات المجالس البلدية واللامركزية ، يستطيع رصد بعض الملاحظات النفسية للمرشحين ، فالبعض يبالغ في التأنق والتألق في الصور ، من خلال لبس انواع معينة من الهندام ، او المبالغة في استخدام الاكسسوارات ، ويمكن ان تكون امور حقيقية او وهمية، واذا كانت حقيقية وهي تعكس بالتالي حالة عدم القدرة على تلمس الاحتياجات الخدمية.
وأضاف ان من المفترض على المرشح أن ينزل الى الشارع ، وأن يكون من رحم المعاناة التي يعاني منها الناس، لكي يستطيع المطالبة ، وتفهم طلباتهم الخدمية الاساسية وبالتالي فإن حالة التألق المفرط ولو كانت صحيحة واستخدام أفضل أنواع الساعات والبدلات ، فإنه يعكس نوعا من التناقض ويتم بالتالي ايصال رسالة للطرف الاخر وهو الجمهور بأن هناك نوعا من الفراغ الفكري والعاطفي والمشاعر وتحسس الاحتياجات المطلوبة للآخرين، وتؤخذ على ذلك بأنها صورة مغايرة للواقع في خضم الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الافراد.
وأوضح أن بعض المرشحين تظهر يداه في الصورة الاعلامية، حركة اليدين من أبرز الحركات التي تعبر عن لغة الجسد ، وتظهر كل المشاعر التي نظن كبشر بارعون في إخفائها ، فهذه المشاعر تتراوح بين العدائية والتوتر والثقة العالية بالنفس ، ولها دلالات ، فمثلا تشبيك الايدي بشكل منخفض فإنها تدل على عدم اكتراث او اهتمام الطرف المرسل او المرشح في النفس، أما الأيدي المرفوعة فإنها تدل على الثقة المرتفعة، والذي نريده الثقة المعتدلة تأخذ بالاعتبار سقوف وتوقعات الاطراف الاخرى ، وهذا الامر يجب ان يؤخذ بعين الاعتبار.
وأشار الى ان الدلالات النفسية مهمة جدا ، وتعكس مدى مصداقية الطرف الاخر، في أي انتخابات، فإنها تهدف الى افراز اناس يمثلوننا في المجالس الخدمية او النيابية ، ولابد من إخضاع المرشحين الى الاختبار النفسي، للـتأكد من مدى قدرة المرشح على وجوده في موقعه ومدى ادراكه وقدرته على التحلي بالحد الادنى من المصداقية ، ويستطيع خدمة الناس، وألا تتكرر السناريوهات التي تحدث فراغا بين المطلوب وبين المقدم، ويخلق حالة من الصراع بين الطرفين وهذا يولد حالة من التراجع والتدني في تقديم الخدمات.
وبين ان المشاركة في الانتخابات شيء مهم، ولكن معظم الحملات الانتخابية تستثير المنتخب بعدد من الطرق، والتي تؤثر على قرار الناخب في اختيار المرشح، فمثلا القرارات التي تحكم بها ضمائرنا تتأثر بعمليات التفكير التي تدور بعقلنا الباطن وبالعواطف والانحيازات المسبقة بشكل عام، وهي تؤثر على قرارنا الانتخابي دون ان ندرك.
وأوضح ان من الاسباب التي يأخذها المرشحون بعين الاعتبار للتصويت بالانتخابات ، إذ يتأثر الناخب بمجموعة من العوامل التي تؤثر في قراره منها الجانب التعليمي ، واللاوعي الجمعي وهي من العوامل المؤثرة في الانتخابات كاستخدام العائلة او العشيرة.
وأضاف ان من الاسباب التي تؤخذ بعين الاعتبار عند اتخاذ قرار الانتخاب هو العمر ، إذ ان فئة الشباب تشكل فئة الاكبر من المشاركين في الاقتراع، ولذا على المرشح النظر في القضايا الشبابية بحيث يناغم متطلباتهم، فهم يحتاجون الى الامور الخدمية كالملاعب ، والمسارح او المكتبات وكل ما يؤدي الى الترفيه.
وبين ان من العوامل التي تؤثر في الانتخابات المستوى الاقتصادي او الاجتماعي للمرشح ومكان عمله ومسكنه والطبقة الاجتماعية التي ينتمي اليها ، وهناك بعض المصطلحات المستخدمة كالتصويت الطبقي، كاختيار طبقات معينة لمرشح بعينه، ليتم انتخابه، من مبدأ التقارب او وجود مصالح مشتركة بين الطرفين المرشح والناخب.
قالت الباحثة واستاذة علم الاجتماع والمختصة في تمكين النساء والشباب للوصول لمواقع صنع القرار الدكتورة هيفاء حيدر ، أنه بالرغم من اهتمام البعض في النظر لهيئة المرشح في حملاته الدعائية الانتخابية ، إلا أنه يغيب لدى البعض قراءة برنامجه الانتخابي.
وبينت أنه نتمنى أن يكون الصور واللوحات الدعائية محتوية على برامج وشعارات انتخابية حقيقية تستند الى من أجلها تنطلق هذه الانتخابات، وأن تتناول رواية المرشح وبرامجه القضايا التنموية في محافظته ونوع المشاكل والاستثمارات والقضايا الخدمية، وعلى ان تتناول برامجه رؤيته واهدافه وتطلعاته .
وأوضحت ان لدينا للأسف ثقافة انتخابية متدنية تعتمد على المرشح وعائلته وعشيرته ووضعه الاجتماعي والمادي، وفي المقابل لا يوجد لدى بعض المرشحين ثقافة ووعي جيد عن الانتخابات اللامركزية، لذلك نراهم يهتمون بالهندام على حساب الوعي بالقضايا التنموية والانتخابات اللامركزية.
وأضافت ان هناك لبعض المرشحين لُبسا فيما يتعلق بين دور النائب في البرلماني والذي يختص بالجانب التشريعي والرقابي وبين مفهوم مجلس المحافظة والذي يعنى بالجانب التنموي والخدمي.
ودعت الى ضرورة توفير قاعدة جيدة من الوعي لدى المرشحين والمرشحات قبل عاميين من موعد الانتخابات ، بما يمكنهم من تكوين رؤية واعداد برنامج انتخابي جيد، مبينة انه للأسف أن العمل الموسمي هو الذي يطغى على اداء المرشح في حملاته الانتخابية.
وقال الخبير الاجتماعي واستاذ علم الاجتماع في الجامعة الاردنية الدكتور مجد الدين خمش، أن الانتخابات اللامركزية هي جزء من عملية الاصلاح السياسي التنموي ، والتي تشمل الجانب الخدمي والتنموي، إذ ان كثيرا من المجالس تهتم بالمواضيع السياسية ، في الوقت الذي نريد فيه مجالس تُمثل المحافظات والمجتمع المحلي وما يتضمنه من اعادة النظر في القضايا التنموية.
وأضاف ان المشاركة الشعبية جزء هام في صنع القرار ، والمرشح يجب ان يكون على اطلاع جيد بالقضايا الخدمية والتنموية ، مبينا في الوقت ذاته أنه كلما زاد عدد المرشحين للانتخابات زاد عدد الناخبين ، وبما يعطي مؤشرا ايجابيا للتنمية السياسية.