خريجو كارنيجي ميلون يستكشفون المجالات الواعدة في مستشفى سدرة
31-07-2017 01:51 PM
عمون - عندما بدأ هاشم موسافي دراسته الجامعية كطالب في علوم الكمبيوتر، لم يتخيل أبدًا أن مساره المهني سيعتمد على تحسين تجربة المرضى في مستشفى الأطفال.
وقال موسافي الذي حصل على البكالريوس في علوم الحاسوب في جامعة كارنيجي ميلون في قطر في عام 2014: "لقد كنت عضوًا نشطًا في فعاليات المتخصصين في تكنولوجيا الحاسبات والمعلومات، فقد شاركت في مسابقات البرمجة وأصبح لدي العديد من الأصدقاء والمعارف من المطورين والمبرمجين والمهندسين في مجال تكنولوجيا الحاسب".
بعد التخرج، كان موسافي يعمل في شركة آي بي إم في بنجالو عندما سنحت له فرصة فريدة، فقد كان مركز سدرة للطب والبحوث، وهو مستشفى جديد متخصص في الرعاية الصحية للأطفال والأمومة، بصدد تكوين فريق جديد من المتخصصين في الابتكار التكنولوجي. وانتهز موسافي الفرصة قائلًا: "التكنولوجيا الطبية مجال خاص للغاية، فما زال في بدايته، لكنه آخذ في النمو والازدهار".
بينما تتطور التكنولوجيا بسرعة في بعض تخصصات القطاع الطبي، يتميز مركز سدرة بكونه أحد المستشفيات القليلة في العالم التي لديها مختبر داخلي للابتكار. ويقوم مركز علوم وتكنولوجيا التصوير الطبي بتقديم الدعم الطبي، بالإضافة إلى الأدوات المبتكرة مثل الطباعة الثلاثية الأبعاد لصور الفحص الإشعاعي لمساعدة الجراحين على رؤية الأعضاء قبل دخول غرفة الجراحة.
يقول ديباك كاورا، الرئيس التنفيذي للخدمات الطبية التأسيسية في سدرة: "يتقاطع مستقبل الطب ورعاية المرضى مع التكنولوجيا، وقد بدأنا نكتشف دروبًا جديدة ومثيرة لمساعدة الأطباء. نعم، نعلم أن الأمر شائك ومربك للمرضى وعائلاتهم على سبيل المثال عند تصور ما يمكن أن يفعله الجراح خلال العملية الجراحية لكن التكنولوجيا بمقدورها أن تساعدهم على فهم ما يحدث".
ويضيف كاورا قائلاً: "لا يقدم العديد من المستشفيات حول العالم مثل هذا الدعم للتكنولوجيا، لكن مركز سدرة من أحد المستشفيات القلائل في العالم التي تعزز الابتكار وتحتضن التقنيات الجديدة. فرضا المرضى وخدمتهم وتجربتهم جانب أساسي من العمل الذي نفعله".
عالم التكنولوجيا المتطورة في طب المختبرات
يسخر مركز سدرة التكنولوجيا في تعزيز رعاية المرضى خلال الإدارات والأقسام التقليدية في المستشفى، وقد أسفر هذا الأسلوب عن توفير فرص فريدة لمجموعة أخرى من خريجي كارنيجي ميلون في قطر، الذين يدرسون العلوم البيولوجية.
تتطلب مختبرات المستشفى من الفنيين الدقة والإلمام الكامل للعلوم الأساسية. وفي مختبر سدرة، تُستخدم أحدث المعدات والتقنيات لتنفيذ اختبارات كانت قبل عدة سنوات قليلة، غير ممكنة أو باهظة التكلفة.
يستعد مركز السدرة لافتتاح القسم الخاص بإقامة المرضى من المستشفى في مطلع 2018، ويجب على المختبر أن يقوم باختبارات مكثفة لضمان تحقق الصحة والاعتمادية والموثوقية في نتائج هذه المعدات.
تقول آية عبد العال، خريجة كارنيجي ميلون في عام 2016 التي تعمل في قسم الكيمياء السريرية في مختبر السدرة: "إننا نبني مختبرًا جديدًا، وقلما يجد المرء فرصة تمكنه من المساهمة في إنشاء مختبر من الصفر".
جميع المقررات الدراسية التي أنجزها خريجو العلوم البيولوجية أثناء دراستهم في جامعة كارنيجي ميلون في قطر كانت في كافة مجالات العلوم الأساسية، بما في ذلك علوم الحاسب، وهو تعليم أعدهم بصورة متميزة لهذا المستوى من التكنولوجيا والميكنة في مختبرات السدرة، إذ هيأهم للتعامل مع عمليات المصادقة الفنية التي تمتاز بالدقة العالية.
يقول جيسون فورد، نائب رئيس قسم علوم الأمراض في السدرة: "في سدرة نستخدم نموذج التدرب المهني مع الخريجين الجدد، في إطار برنامج شامل للتطوير المهني يهدف إلى استمرار التعلم وصقل المهارات. وخلال وقت قصير، يغدو خريجو كارنيجي ميلون في قطر أعضاء في فريق العمل، فلديهم المعرفة العلمية التي تمكنهم من القيام بدور لا غنى عنه في مرحلة اختبارات المصادقة المكثفة".
مهن متطورة في مجال العلوم الطبية
يقدم مركز سدرة الفرصة لخريجي جامعة كارنيجي ميلون في قطر للالتحاق بفرص عمل في مجال التكنولوجيا الطبية التي لا تتوفر في أغلب مناطق العالم. حسن المناع، الذي تخرج في العلوم الأحيائية في 2015، يعمل في قسم علم الأحياء المجهري الجزيئي، وسيبدأ دراسة الماجستير في العلوم الطبية الحيوية هذا العام. ويتحدث عن سدرة قائلًا: "تعرفت في سدرة على العديد من الجوانب المختلفة من علوم المختبرات، ووجدت المسار الذي يمكنني من ترك أثر إيجابي".
أما ريان هاشم، خريجة دفعة 2016 في جامعة كارنيجي ميلون، فتخطط لمتابعة حياتها المهنية في طب المختبرات: "جامعة كارنيجي ميلون لا تدرس علوم نظرية فقط، بل تقدم لنا الأدوات التي نحتاجها للتفكير الإبداعي غير التقليدي. فخريجو جامعة كارنيجي ميلون لديهم الأسس والركائز العلمية. ويحصلون في سدرة على التدريب المتخصص في طب الأطفال والمختبرات، ونأمل أن يواصلوا مسارهم المهني في هذا المجال. ومن أجل مستقبل الطب ومستقبل دولة قطر بصفة خاصة، يقع على عاتقنا مسؤولية تدريب هذه النخبة الشابة من المهنيين والمتخصصين لتقديم أفضل رعاية للمرضى".