ثورة البتروكيماويات من الصخر الزيتي
م. هيلانه صالح النجار
30-07-2017 06:57 PM
تُشتق منتجات البتروكيماويات من النفط أو الغاز الطبيعي. كما يتم الحصول على مركبات كيماوية مختلفة مصنوعة من النفط أو الغاز أيضًا من أنواع أخرى من الوقود الأحفوري مثل الفحم وجديداً من الصخر الزيتي، أو من مصادر الطاقة المتجددة وتًستثمر صناعة البتروكيماويات والكيماويات بكثافة في السعي للحصول على منتجات وعمليات حيوية مستدامة وجديدة.
حيث تستخدم البتروكيماويات في صناعة الآلاف من المنتجات التي يستخدمها الناس في حياتهم اليومية. وتشمل هذه المنتجات كل شيء مصنوع من البلاستيك، والعديد من الأسمدة والأدوية والأجهزة الطبية (مثل أجهزة تنظيم نبضات القلب)، ومستحضرات التجميل والأثاث والأجهزة المنزلية وأدوات المطبخ، وأجهزة التلفزيون والكمبيوتر وقطع غيار المركبات (لجميع وسائط النقل بما في ذلك الطيران)، ولوحات الطاقة الشمسية وتوربينات الرياح. وتستخدم البتروكيماويات أيضًا لبناء الدروع وغيرها من المواد ذات التقنية العالية التي تستخدم لحماية الأفراد مثل رجال الشرطة والإطفاء.
يعتبر ما أقدم عليه رواد صناعة البتروكيماويات والكيماويات في سعيهم لاستكشاف إمكانيات هذه الصناعة من خلال الصخر الزيتي بالأمر الشجاع والملهم. ومع بروز الإمكانات المتعددة لصناعة البتروكيماويات في الولايات المتحدة، أصبح واضحًا أن هذا سيؤدى إلى خلق أسواق جديدة، حيث ستتمتع شركات الصخر الزيتي مع مرور الوقت بنمو في إيراداتها وتوسع سريع في هياكلها المؤسسية عدا عن تحقيق الاكتفاء المحلي.
علماً بأن حجم الاستثمارات في هذا المجال كما تم نشره مؤخراً في صحيفة وول ستريت جورنال عن وصف الصخر الزيتي بكلمة واحدة (البلاستيك) حيث قالت عندما يقوم الآباء الجدد بشراء أغذية الأطفال في حاويات بلاستيكية، فإنهم يجلبون جزءاً قليلاً من ثورة الصخر الزيتي. حيث ان 185 مليار دولار في مشاريع البتروكيماويات الأمريكية الجديدة في البناء أو التخطيط، وفقا لمجلس الكيمياء الأمريكي. وفي العام الماضي، شكلت المصروفات على المصانع الكيماوية وحدها نصف إجمالي الاستثمارات الرأسمالية في الصناعات التحويلية في الولايات المتحدة، ارتفعت ولكن اقل من 20٪ في عام 2009، وفقا لمكتب الإحصاء.
حيث تتنافس شركات النفط المتكاملة بما في ذلك شركة إكسون موبيل وشركة رويال شل الملكية للاستفادة من المنتجات الثانوية الرخيصة للنفط والغاز التي يتم فتحها بواسطة الصخر الصخري. وتقوم الشركات بتوسيع وحدات البتروكيماويات التي تنتج المواد المستخدمة في نهاية المطاف لتصنيع الهواتف الذكية والشامبو والزجاجات وغيرها من الاشياء البلاستيكية التي يتم شراؤها أكثر وأكثر من قبل الطبقات المتوسطة المزدهرة في العالم.
وهذا بحد ذاته يعتبر تحول جذري والذي من شأنه ان يعمل على تغذية قطاع الصناعة التحويلية اساساً، وتطلق الشركات بشغف مشاريع جديدة للبتروكيماويات في الولايات المتحدة لأنه عندما يكون الطلب على وقود النقل قد وصل إلى ذروته، بسبب السيارات الكهربائية، فمن المتوقع أن ترتفع شهية العالم للبلاستيك لعقود قادمة. علماً بأن البتروكيماويات هي واحدة من الاستثمارات الأكثر أماناً للوقود الأحفوري.
أما بالنسبة لشركات الطاقة في الأردن، فالبناء يخلق سوقاً جديدة للمنتجات الثانوية التي لم تكن تستخدمها في السابق. حيث ان ارتفاع الطلب في السنوات القادمة من شأنه ان يجعل استغلال الصخر الزيتي أكثر ربحية وذا جدوى اقتصادية عالية.
وتراهن شركات البتروكيماويات على أسعار المواد الأولية والتي ستظل نفقاتها منخفضة لسنوات بسبب استغلال الصخر الزيتي، ونتيجة لذلك، فإن الصادرات البتروكيماوية الصافية من الولايات المتحدة، بما في ذلك البلاستيك والمنتجات مثل الأسمدة والمواد اللاصقة والمذيبات، سوف تنمو إلى 110 مليار دولار سنويا بحلول عام 2027 مقارنة بـ 17 مليار دولار في العام الماضي، وفقا لإهس ماركيت. ومن شأن ذلك أن يقترب من قيمة الصادرات النفطية السنوية الحالية للمملكة العربية السعودية.
ومن هذا المنطلق فإن هذه الثورة المتمثلة بالمنتجات الثانوية المرافقة لصناعة الصخر الزيتي هي ذات مردود عال جداً تساوي أو تفوق القيمة الاقتصادية الناتجة عن تقطير الصخر الزيتي لإنتاج النفط بشكل عام. الامر الذي سيؤدي بالتأكيد الى تحفيز الاقتصاد وفتح ابواب جديدة للاستثمار في هذا المجال.
م. هيلانه صالح النجار – خبيرة الصخر الزيتي