العقدة السياسية في جريمة السفارة الإسرائيلية
محمد حتاملة
30-07-2017 05:03 PM
لن تستطيع اسرائيل ان تتحمل الكلفة السياسية لغضب الملك عبد الله الثاني و لا حتى الولايات المتحدة تستطيع تحمل تلك الكلفة السياسية في المنطقة، ومن يعتقد ان الاردن ضعيف فهو واهم لان الاردن نقطة ارتكاز عالمي ويستطيع الاردن ان يقلب المعادلات السياسية الاقليمية والعالمية.
وان ما يمارس على الاردن من ضغوط اقتصادية لن تستطيع ان تسيطر على القرار السيادي السياسي الاردني فهذا ما اثبتته مواقف الملك عبد الله الثاني في رده على جرائم اسرائيل، و لن استغرب اذا ما اقدمت اسرائيل على قتل ذلك المجرم الاسرائيلي الذي قتل مواطنين اردنيين في جريمة نكراء كحل لتجنب الكلف السياسية الباهظة التي ستدفعها بعدما رأت مواقف الملك عبد الله الثاني المتشددة في الدفاع عن الشعبين الاردني و الفلسطيني والمسجد الاقصى المبارك، وان الرهان الاسرائيلي قد خسر و باء بالفشل، فالجريمة الاسرائيلية بحق مواطنين اردنيين ربما كانت مقصودة و هدفها النيل من الاردن، و هذا ما يمكن ان يفسر استقبال الارهابي نتنياهو للمجرم الارهابي كنوع من التكريم لذلك المجرم .
لكن السحر الاسرائيلي انقلب عليها .
وكان موقف الملك عبد الله الثاني اقوى مما تصورت اسرائيل. و الآن فإن حكومة العدو هي الخاسرة من مقامرتها باختبار الاردن ، فقد اثبت الاردن من خلال مواقف قائده الملك عبد الله الثاني و شعبه انه مستعد لكل الاحتمالات ، فالأردن كما مثله الملك عبد الله الثاني في هذه الاحداث و التي تشمل ما يجري تجاه المسجد الاقصى المبارك يبدو اردناً قوياً و مستعداً لكل شيء حتى الحرب، فإن يدمروا عندنا سندمر عندهم و إن يقتلوا منا سنقتل منهم ، و لكنهم لن يستطيعوا أن يمتلكوا الإيمان الذي يمتلكه الاردن، و لن يستطيع قادتهم ان يمتلكوا شجاعةً كما يمتلكها قادتنا ، اسرائيل لا تستقر وتتخبط كمنظمة ارهابية، لكن الاردن يثبت كدولة و يخطو كدولة.
العبرة بالنتائج و ليست بالاستعراض السياسي الذي قام به رئيس وزراء العدو، لقد اصبح ذلك المجرم عبئاً على اسرائيل و لن يستطيع هذا الكيان المحتل ان يصمد امام المواقف السياسية القوية للملك عبد الله الثاني خصوصاً و هم يرون الوحدة الوطنية بين ابناء الشعب الاردني و وقوفهم صفاً واحداً مع قائدهم .
كما ان الوحدة بين الشعبين الاردني والفلسطيني ودعمهم لمواقف وسياسات الملك عبد الله الثاني سيكون لها اكبر الاثر في الحرب السياسية المواجهة لمخططات العدو الصهيوني تجاه المسجد الاقصى المبارك وتجاه الشعبين الاردني و الفلسطيني. هذه فترة ليست عادية، بل هي مرحلة خطرة تحاول خلالها اسرائيل ان تسيطر على المسجد الاقصى الذي يعتبر مقياساً عاماً لما يمكن ان تؤول اليه الاوضاع في فلسطين و المنطقة، و اسرائيل تعلم جيداً ان انها اذا ارادت ان تسيطر على الاقصى فلا بد وان تضرب في الاردن، لذلك علينا كشعب اردني وفلسطيني ان نتنبه لمخطط العدو الصهيوني، وعلينا ان نلتحم مع قيادتنا الهاشمية المخلصة لدينها وشعبها وشعب فلسطين وامتها كافة، فقد اصبح الملك عبد الله الثاني عقبةً كبيرة امام مخططات اسرائيل و هذا ما تجلى في دفاع الملك عن الاقصى و افشال القرار الامريكي بنقل السفارة الامريكية الى القدس ، ان الوعي المستنير يجب ان يظهر الان بوضوح ، لا مفر من الوحدة الوطنية للشعب الاردني ، و الوحدة بين الشعبين الاردني و الفلسطيني و الدعم المطلق لسياسات و مواقف الملك عبد الله الثاني.
محمد حتاملة/ نقيب الممرضين