كعادتهم السلطيون، الذين دأبوا على نصرة اخوانهم الفلسطينيون غرب النهر وشرقه، حيث تقاطر رجالات السلط شيبها وشبانها، ذكورا واناثا، في ليلة قارصة البرودة وبدعوة كريمة من عرين السلط ودرتها، نادي السلط الرياضي، الى اجتماع حاشد ضم جميع الاطياف الاجتماعية ممثلة بمؤسسات المجتمع المدني والمحلي، الذين توافدوا الى مقر النادي في تلك الربوة العالية من جبال السلط الابية، حيث اشاد المجتمعون بصمود الاهل والاخوة في غزة هاشم،رافضين كل اشكال الظلم والعدوان على الاهل والعزوة في فلسطين عامة وغزة خاصة، مثمنين مواقف الاردن وقيادته الهاشمية في دعم صمودهم الباسل، متمثلة بتحركات سيد البلاد لرفع الظلم والمعاناة عنهم وتقديم كل اشكال الدعم والمؤازرة الممكنة لهم، في ظل شح الامكانات وقلة الحيلة والوسيلة.
انهم السلطيون كما عرفهم الوطن بانتمائهم وولائهم الى قيادتهم وامتهم حيث هم اقرب الناس من حيث الجغرافيا والديموغرافيا الى ارض المعراج وقدس الاقداس التي لم يبخل عليها السلطيون بالغالي والنفيس، مثلما كانت مواقفهم السابقة مع قضية فلسطين من خلال قوافل الشهداء حيث قدموا دمائهم زكية على ارض فلسطين، وغزة الصامدة ما زالت وستبقى تحمل اسم الهاشميين الذين ارتبطوا بها على مر التاريخ، وما بخلوا ولن يبخلوا عليها يوما بكل ما تملك امكاناتهم وطاقاتهم.
لقد سطر السلطيون ملحمة من ملاحم الشرف والعزة والاباء في رفض العدوان الصهيوني الغاشم على غزة هاشم، شاجبين ومستنكرين الاعتداءات المتكررة على اهلنا في الوطن المحتل، مطالبين بتقديم كل اشكال الدعم والمساندة الممكنة في ظل العجز العربي الصارخ، وغض الطرف من قبل الدول الكبرى على العدوان السافر الذي ما كان ليكون الا بضوء اخضر من تلك الدول التي اصبحت رمزا من رموز الذل والاستعباد للمواطن العربي عامة، حيث القضية اكبر من غزة واكبر من فلسطين، انها قضية امة باسرها، يراد بها التبعية لكل ما هوغربي معتقدا وفكرا.
لقد ابقى رجالات السلط الباب مفتوحا امام الجميع من خلال تشكيل لجان الدعم والمؤازرة وجمع التبرعات المادية والعينية التي بدأت تتوالى على تلك اللجان في تعبير رمزي بسيط عن دعمهم ووقوفهم الى جانب الاخوة في غزة هاشم، في الوقت الذي تخلف فيه بعض المتخاذلين ممن يدعون العروبة والانتماء لفلسطين وفي حقيقة الامر ما فلسطين الا مطية لهم يعتلون صهوتها حينما تكون مصلحتهم في ذلك ويترجلون عنها عندما تتقاطع مع مصالحهم الشخصية والمادية.
كل الشكر والتقدير والامتنان الى اسرتنا الاردنية الواحدة بقيادة عميد آل البيت الهاشمي جلالة سيد البلاد الملك المفدى، وكل الشكر والتقدير الى اسرة نادي السلط الرياضي والى جميع رجالات السلط والى كل احرار العرب من درة البلقاء مدينة السلط الخالدة في الوطن الاكبر.
kalilabosaleem@yahoo.com