الاردن على صموده ونهجه الثابت
د. عاكف الزعبي
30-07-2017 03:28 PM
يفرد مناكفو الاردن مطالبهم امامه وكأنه دولة عظمى بيده فعل كل شيء يريدون بذلك ان يظهروا منه تقصيراً للنيل من مواقفه التي طالما تفوق فيها على نفسه خدمة لمصالحه العليا وحفاظاً على كيانه وامن شعبه . وكانما ينطلقون في مناكفتهم له من غيظهم من صموده بعد ان انهارت مراجعهم من انظمة واحزاب راهنوا عليها فرأوها تتساقط الواحدة تلوى الاخرى وتقود البلاد التي ابتليت بها الى ما نراه اليوم من انهيارات وحروب اهليه كاشفة فراغ شعاراتها وتداعي ممانعتها الشعبويه .
تاريخياً انضوى خصوم الاردن تحت خمس مجموعات . واحده يخدم مصالحها ان تعيده الى مرحلة ما قبل الدوله حيث لا مؤسسات ولا هوية جامعه ولا قانون . واخرى تريد له ان يسير على نهج انظمة واحزاب عربيه واسلاميه غير متعظة بالانهيارات التي آلت اليها تلك الانظمه والاحزاب والمآسي التي اوصلت اليها بلدانها وشعوبها . وثالثة لا يرد راسها الا اعادة الخلافه الاسلاميه فينصبون للاردن خليفة ويدعونه بامير المؤمنين . ورابعة لا تزال على موالها الذي طالما ترزقت منه وتربحت بسببه وهو ان الاردن وحده ولا احد غيره من دول وانظمة واحزاب المسؤول عن ضياع فلسطين وحقوق شعبها . وخامسة لا ترى صلاحاً في الاردن وسياساته ومواقفه ان لم يكن لها مقعد دائم في موقع صناعة القرار .
في ازمة القدس والاقصى الاخيره وقد انتهت بنصر مؤزر لفلسطين والاردن وشعبيهما ، وقامت القياده الاردنيه بدورها فيه بقوة واقتدار عاد خصوم الاردن الى عادتهم للنيل من كل قرار للاردن لحرفه عن مقاصده ، ومن كل موقف له للتهوين من تأثيره . يتنكرون لكل قرار وموقف اردني حتى لتضيق صدورهم كلما رأوا الاردن واقفاً وصامداً غير قابل للقسمه وعابراً للمؤمرات والتحديات والازمات يأبى ان يخرج منها الا منتصراً لنفسه ولقضايا امته .
واليوم كيف لهولاء ان ينسوا ان الاردن كان سباقاً لاعلان موقفه الثابت من الاقصى في محنته الاخيره ودعا لاستفاقة الجامعه العربيه وقاد استفاقتها في اجتماعها من اجل القدس والاقصى . وطلب اجتماعاً
لمجلس الامن للغرض نفسه ، وتحدث جلالة الملك مع زعماء العالم المؤثرين للضغط على اسرائيل للتراجع عن اجراءاتها العدوانيه .
وقبلها كان جلالة الملك الوحيد بين زعماء قمة الدول العربيه والاسلاميه والولايات المتحده في السعوديه ، الوحيد الذي ذكر فلسطين وقضيتها .
وقبلها كان قد اوقف وعد الرئيس ترامب بنقل السفاره الامريكيه الى القدس حتى لم يتجرأ احد ان يدعي دوراً له بذلك .
وقبلها كان الاردن شريكاً كاملاً للقيادة الفلسطينيه في قبول فلسطين دولة عضواً مراقباً في الامم المتحده وكذلك في مسعاها وانتصاراتها في اضافة اليونسكو لموقعين فلسطينيين الى قائمة التراث العالمي بينهما البلدة القديمه باقصاها المبارك وصخرتها المشرفه .
انهم لا يتذكرون حتى يوم كان جلالة الملك سفير فلسطين وقضيتها الوحيد خلال سنوات الربيع العربي عندما نسيها العالم فلم يترك منبراً دولياً وامريكياً واروبياً الا وذكر فيه بقضية فلسطين وحقوق شعبها .
لا ندري الى متى يستمر هذا التربص بمواقف الاردن والجحود لدوره ومطالبته بمواقف وكانما هو دولة عظمى ؟ لكننا ندري ويكفينا ان ندري ان الاردن يضع مصالحه العليا فوق كل اعتبار ولن يكون مغامراً بمصالحه كما فعل غيره وانتهى الى ما انتهى اليه . وسوف يبقى الاردن بوعي من شعبه وحكمة قيادته صامداً وآمناً وملجأ لكل عربي يستجير به ونصيراً لفلسطين وشعبها محافظاً على احترام العالم له في دوره المتميز على الساحات العربيه والاقليميه والدوليه .